جولة ثانية من المشاورات اليوم… الثنائي الشيعي يضغط والاجواء الايجابية حذرة
شكّلت بداية الاسبوع، انطلاقة جديدة لمسار البحث في حل حكومي، وفق المبادرة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتحولت ساعات ما بعد ظهر أمس الى ساعات لحبس الأنفاس على وقع الاجتماعات المتتالية، من عين التينة الى بيت الوسط الى البياضة، ما أعطى انطباعاً ان ضغطاً كبيراً يحدث في الأجواء للوصول الى اتفاق معين بين جميع الأطراف. وعلى الرغم من الاجواء الايجابية الحذرة التي تم بثها في الاعلام الاّ ان الساعات الـ48 المقبلة ستكون حاسمة في ضوء الجولة الجديدة من المشاورات التي تنطلق اليوم.
لقاء بري الحريري ايجابي
وشكّل اللقاء الذي عقد في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، محط متابعة من الجميع، حيث أشارت معلومات “النهار” الى ان الحريري بدا متجاوبا بحذر مع مساعي بري وانه ابدى استعداده لتسهيل مبادرته، وانما ضمن الأصول الدستورية والاحترام الكامل لهذه الأصول ولصلاحيات رئاسة الوزراء وأوضح انه سيجري مزيدا من المشاورات التي بدأها بلقاء رؤساء الوزراء السابقين الثلاثة ، وقد أبلغ الرئيس برّي أنه على استعداد لمنح التيار الوطني الحر عدد من الوزراء شرط أن يعلن النائب جبران باسيل إعطاء الثقة للحكومة في مجلس النواب، فضلاً عن الموافقة على أن يكون لرئيس الجمهورية أربع وزراء، بحسب “اللواء”.
وبحسب “الأخبار” فان البحث جارٍ الآن عن تخريجة لوزارتَي “العدل” و”الداخلية”، وفق الطرح الذي قدّمه بري هو “أن يستمر الحريري في طرح أسماء إلى أن يقتنع عون بواحد منها، والعكس أيضاً. أي أن يطرح رئيس الجمهورية عدداً من الأسماء على أن يقتنع الرئيس المكلف بأحدها، وبذلك لا يشعر أي منهما بأنه تنازل للآخر”، في حين أشارت معلومات “نداء الوطن” أنه في “الحلول المتاحة لمسألة تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين في التشكيلة بالتعاون مع بكركي، فرحّب الحريري بأي تعاون من هذا القبيل مع البطريرك الماروني بشارة الراعي.
لقاء باسيل والخليلين وصفا
وفيما ينتظر ان يلتقي الحريري اليوم المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، ومستشار بري النائب علي حسن خليل، عقد لقاء بعيد عن الاضواء بين الوزير جبران باسيل “والخليلين” والحاج وفيق صفا مساء امس جرى خلاله جوجلة الافكار بانتظار ما سيقدمه الحريري خلال الساعات المقبلة.
وعلمت “النهار” ان اللقاء لم يشهد خرقا في المناخات، ولكن يبدو كأنه اطلق النقاش مجددا وبجدية حول المخارج الممكنة للازمة، وقالت المعلومات أن باسيل أبلغ موفدين “الثنائي الشيعي” انه لا يرغب في ان يتمثل بالحكومة، وليس بوارد إعطاء الثقة لحكومة الرئيس الحريري، الأمر الذي لم يكن مريحاً بالنسبة للخليلين اللذين هما بالخروج، على ان يتابع البحث لاحقاً.
ووفقاً للمصادر العونية فإن الرئيس المكلف، طلب مهلة تنتهي اليوم، لإبلاغ برّي، ما إذا كان سيسترد التشكيلة المؤلفة من 18 وزيراً والموجودة في قصر بعبدا، وإرسال صيغة ثانية من 24 وزيراً.
وبحسب ما علمت “الأخبار” أن “اللقاء لم يكُن سلبياً، وهناك موافقة مبدئية على غالبية التشكيلة، لكنّ المفاوضات لا تزال في منتصف الطريق، وهناك اجتماع آخر سيحصل بينَ الخليلين وباسيل بعد تشاور الأخير مع رئيس الجمهورية”.
إلا أن هذه الأجواء التفاؤلية بحسب ما تقول أوساط معنية “لا تعني أن الأمور ستسير في اتجاه تأليف حكومة، إذ أن أحداً لا يضمن بأن يلتزم الحريري بما قاله أو أن يقبل باسيل بهذا المخرج”.