تواضع سياسي مفاجئ وحكومة بدون قيد او شرط
لفت نظر العاملين على خط الاتصالات الجارية ارتفاع نبرة اكثر من طرف يعمل على إزالة العقبات من أمام تشكيل الحكومة، ما يؤشر الى ان خوف كل القوى المحلية من السقوط قد يدفعها نحو الرضوخ لشروط لا تتلائم وحساباتها المستقبلية
هو ليس انتصارا للشعب اللبناني بطبيعة الحال، ذلك أن الواقع اللبناني يتجاوز رهانات أطراف السلطة التي لا تزال على نهجها في اتباع سياسة المكابرة والإنكار لدرجة انها مستعدة لتخريب البلد فوق رؤوس اللبنانيين ولا تتخلى عن مكاسبها.
لعل تهرب المعنيين من إجراء انتخابات نقابية في قطاعات مهنية يعطي مؤشرا بأن أصحاب القرار في لبنان باتوا يتجنبون صناديق الاقتراع مهابة الفضيحة حتى لو كانت لنقابات المهن الحرة، ما يشكك بحقيقة المعلومات المسرّبة حول “قلب الطاولة و الاستقالة من مجلس النواب” بعد الوصول إلى الطريق المسدود
تفيد المعطيات المتوفرة عن قناعة باتت راسخة عند الطبقة الحاكمة بأن الأمور لم تعد تحتمل وبات لزاما على الأطراف المعنية النزول عن شجرة الضغوط والشروط والتفتيش عن المخارج ، هذه الاجواء أتت معطوفة على مستجدات إقليمية أبرزها فتح خطوط التواصل المباشرة بين الرياض ودمشق على خلفية الانفراجات الجزئية مع إيران.
هذا لا يعني مطلقا فتح طريق تشكيل الحكومة، فالتجارب السابقة لا تبشر بالخير ما دفع الرئيس نبيه بري إلى قضاء حوائج اتصالاته بالكتمان. وتفيد المعلومات بأن بري يسعى إلى تجزئة الحل من أجل الوصول إلى تصور متكامل، فالمساعي تنصب حاليا على إيجاد مخرج لعقدتي الداخلية و الخارجية على أن يتبعها خطوات لائحة تفضي إلى حكومة متكاملة.
وتؤكد مصادر مواكبة، بأن الطبخة الحكومية تجري تحت سقف المبادرة الفرنسية والتي تشكل منطلقا لحكومة دون قيد او شرط ، وهي محاولة تفضي حكما إلى تخفيف الأضرار عن كاهل القوى المحلية في السنة الأخيرة من العهد وعشية الاستعداد للانتخابات النيابية التي باتت واقعة لا محالة.