كيف سيأتي الردّ على “انتفاضة” الحريري؟
“الراي الكويتية”:
سؤالٌ شغل بيروت أمس، وبدا من الصعب الإجابة عنه في ضوء الارتدادات الكبيرة التي ترتّبتْ على جلسةِ مناقشةِ رسالةِ رئيس الجمهورية ميشال عون التي وجّهها الى البرلمان في ما خص الأزمة الحكومية تكليفاً وتأليفاً، والتي تلقّفها الرئيس المكلف سعد الحريري مطْلِقاً «هجوماً مضاداً شاملاً» غير مسبوق، فيما أعاد مجلس النواب وبحنكةٍ من رئيسه نبيه بري «كرة النار» التي رُميت في ملعبه، نازعاً أي إمكان دستورياً، اليوم أو غداً، لسحْب التكليف من رئيس «تيار المستقبل»، وحافِظاً ماء وجه الرئاسة الأولى بالطلب من الحريري تشكيل الحكومة سريعاً «بالاتفاق مع رئيس الجمهورية».
ورغم العصْف الذي أحدثتْه خصوصاً مواقف الحريري التي بدت «بلا سقف» في معرض تثبيت كل لاءاته في ما خص التأليف وإعطاء «معركة» عون وفريقه بوجهه عنوان «يريدون التخلص مني» (من تكليفي)، لم يكن ممكناً استشراف ما بعد «الاندفاعة الدفاعية الشرسة» للرئيس المكلف ولا الردّ المحتمل عليها من رئيس الجمهورية، ولا حظوظ نجاح بري في تحويل وضْع عون والحريري «أوراقهما الثقيلة» على الطاولة إلى فرصةٍ للبناء عليها لكسْر مأزق التشكيل.