جاء في “المركزية”:
ما بين إسقاط قوات الجيش الإسرائيلي طائرة مسيرة تابعة لـ”حزب الله” كانت اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي من لبنان في 27 نيسان الفائت، وعثوره في وقت سابق على طائرة أخرى مسيرة في القطاع الغربي أسقطها الجيش بعد اجتيازها المناطق الاسرائيلية من لبنان يمكن استخلاص رسائل عديدة أولها وليس آخرها عدم سماح القيادة الشمالية بخرق سيادة إسرائيل والتأكيد على جهوزية القوات الإسرائيلية. وفي حال اختار حزب الله التصعيد فالثمن سيكون باهظا جداً….فاختاروا!.
وما بين الرسائل قراءتان: إما أن الجانب الإسرائيلي مرتبك ولا يريد فتح معركة مع حزب الله في هذا التوقيت الذي تدور فيه مفاوضات فيينا بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي واستئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة في الناقورة الأسبوع الجاري ، أو أن إسرائيل تستدرج حزب الله إلى حرب، والأخير لن يقع في هذا الفخ في ظل أعتى الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية..المسألة إذا تتعلق برد فعل حزب الله. فهل يتخطى حزب الله قاعدة موازين القوى ويعلنها حربا على الحدود الجنوبية، أم يكون الرد كالعادة مدروساً ويقتصر على ترسيخ معادلة ضربة مقابل ضربة؟
العميد المتقاعد خليل الحلو اعتبر عبر “المركزية” “أن إسرائيل غير مهتمة بالمفاوضات على عكس ما يتم الترويج له من جماعة الممانعة، وهي لن تتنازل شبرا واحدا عن المساحة المحددة على الخرائط بحسب خط هوف الذي نص على إعطاء لبنان مساحة 500 كلم2 مقابل 360 كلم2 لإسرائيل، علما ان حق لبنان يزيد عن الـ860 كلم2، بحسب خط الهدنة المحدد عام 1949. وبالتالي فهي ليست مهتمة لاتفاق ترسيم الحدود وستذهب إلى المفاوضات على قاعدة “بالموجود…نفاوض”.
وبعيدا من المزايدات وبكثير من الموضوعية أوضح العميد الحلو” أن خطأ الترسيم تقني ولا يقع على أي من رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا منذ ترسيم السفير فريديريك هوف الحدود البحرية في 2011 . وإذا فكر البعض أن الولايات المتحدة قد تضغط على إسرائيل فهي لا تستطيع ان تمون بأكثر من جلوس الأخيرة على طاولة المفاوضات وفي أقصى الحلول قد تتنازل إسرائيل عن 1 أو 2 في المئة من المساحة المشروعة للبنان لكن الأخير لن يقبل، وسيصرعلى مساحة 1600 كلم2 التي لم يكن على علم بها”.
في حالات مماثلة تلجأ الدول إلى محكمة دولية مختصة “لكن كون لبنان لا يعترف بدولة إسرائيل فمطلق أي دعوى قضائية ستكون ساقطة وفقا للقوانين اللبنانية. من هنا أرى أن الموضوع معقد جدا ولن يتوصل الطرفان إلى أي حل”.
على الأرض قد تبدو الصورة أكثر وضوحا على رغم المناوشات العسكرية التي تحصل من حين إلى آخر على الحدود الجنوبية “لكنها لا تتجاوز مسألة التفاصيل” على ما يقول الحلو ويضيف “قرار الحرب مع إسرائيل ليس في بيروت إنما في إيران. وهذا مستبعد في ظل المفاوضات الجارية في فيينا وما يرشح عن تقدم في مسارها بحسب المعلومات الواردة. وقد تغمز إيران حزب الله على رمي قنبلة من هنا أو اختراق طائرة مسيرة تابعة للحزب المجال الجوي الإسرائيلي إنما فتح النار مستبعد جدا”.
أما في موازين القوى فالواضح أن رسائل إسرائيل على أي ضربة عسكرية ستكون بالخط الأحمر. ويقول الحلو” ليست خافية على أحد قدرة حزب الله العسكرية وامتلاكه منظومة دفاعية وقتالية كبيرة، لكنه يدرك تماما أن إسرائيل لن تتأخر في الرد وهذه المرة بشكل موجع ولديها القدرة في تدمير لبنان وإعادته إلى العصر الحجري من دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا “وعليه يختم الحلو: ” حزب الله لن يقدم على خطوة مماثلة وسيكتفي ببعض المناوشات التي لا تشعل حربا. وما استئناف المفاوضات غير المباشرة على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إلا لإبقاء الوضع هادئاً خلال مفاوضات فيينا”.