رمضان الفيحاء عبق من الماضي والحاضر 4/30
لا يقتصر المشهد الرمضاني في طرابلس على مسجد الفيحاء الكبير او محيطه. فقد صار للمدينة عاداتها في مختلف الانحاء، وثمة مساجد أخرى تحيي رمضان بزخم من الحركة والنشاط، كمسجد الأمير طينال ومسجد العزم في باب الرمل الذي استحدثته “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” بديلا عن بؤرة من الإهمال، ثم صار الموقع مجمعا تعددت فيه الاهتمامات والأنشطة التربوية والصحية والإجتماعية، إضافة إلى إقامة مطعم مجاني فيها استمر لأعوام. وخلال رمضان المبارك تنتعش الحركة أكثر في “مسجد العزم” بدروس وليال ملاح بالذكر والصلاة وعمل خير يفيد منه الناس، كما تنشط خلال الشهر الكريم مساجد اخرى نذكر منها الروضة والحميدي والصديق والقديم في ابي سمراء وعدد من مساجد القبة والتبانة، ولا تغيب مع ذلك الانشطة والعادات والتقاليد من ساحات كل الانحاء .
وفي الميناء تتوزع الأنشطة على مساجد السوق المعروفة كغازي والعالي الكبير وعمر بن الخطاب، كما هي الحال في مسجد عثمان ، وعلي بن ابي طالب وبلال بن رباح .
وفي بال الميناويين رجل عرف بهمته في كل المواسم الدينية، وهو الشيخ صبري حمزة الذي كان يستقبل رمضان بمسيرة يتقدمها على صهوة حصان يرقصه على أنغام الطبول والدفوف، ويترجل بعدها ليرأس ليلة كاملة من الاناشيد والابتهالات التي تستمر حتى ما بعد منتصف الليل، وكلما انتقل من حي إلى آخر ازداد عدد المشاركين في مسيرته، ليتحلق الأطفال حوله من كل حدب وصوب وليختتم مسيرته في ساحة الترب ، قبل أن يكمل ما بدأه في زاويته وسط سوق المدينة، فلا يرفع جلسته إلا مع آذان الفجر .
وكثر من أبناء جيلنا لا يزال يذكر الشيخ صبري وفرقته ونشاطه وهمته اما في التبانة فمساجد كثيرة تحضر في شهر الخير وغيره ، كحربا والناصر وغيرهم ، كما يخصص مسجد محمود بك لنظام رمضاني منضبط ولا يغيب فيه نشاط ولا تخبو فيه حركة .
كذلك الحال في البداوي التي ازداد عدد مساجدها ليبقى مسجد البركة محط اهتمام العامة والخاصة من أهل البداوي ومن عابري السبيل .