الأزمة تضرب هذا القطاع أيضاً… فهل يُصبح من الماضي؟
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
لم توفّر الازمة الاقتصاديّة قطاعاً في لبنان إلا وضربته بعصفٍ وشدّة تاركة خلفها دماراً قد يحتاج الى سنين وأجيال لترمّمه وتُعيد إعمار الهيكل.
قطاعُ النّشر والطباعة في لبنان لم يَسلَم من مفاعيل هذه الازمة، فارتفعت أسعار الكتب والمطبوعات المحليّة الصنع، كما حلّقت أسعار تلك المستوردة في المكتبات الكبرى، فتخطّت أسعار بعض الكتب التي كانت تُباع مثلاً بـ20 ألف ليرة لبنانيّة الـ100 ألفٍ، ما حتّم على الكثير من الناس التخلّي عن المطالعة وعن شراء الكتب الى حين إستقامة الوضع.
وفي هذا السيّاق، أكّد المدير العام لدار “سائر المشرق” الاعلامي أنطوان سعد لموقع mtv أنه “من دون شكّ، إنعسكت أزمة الدّولار على دور النشر في لبنان، فالمواد الاوليّة التي تدخل في عملية الطباعة مستوردة من الخارج، كالاوراق والحبر وقطع غيار الماكينات، وزهاء 60 الى 70 في المئة من صناعة الكتاب في لبنان تكون على أساس هذه الموادّ المستوردة والتي تكون كلفتها بالدولار”، معتبراً أن “قطاع النّشر في وضع يرثى له، خصوصاً وأنّ الثقافة هي قيمة مضافة، لا بل ضرورة في بناء المجتمعات، وهي التي تميّز لبنان وتعطيه بريقاً خاصاً في محيطه، لذا، فإن الضربة التي لحقت بهذا القطاع سوف تؤثّر بشكل كبير على الثقافة في لبنان، والمسؤولية إزاء هذا الواقع هي فردية وجماعيّة على حدٍّ سواء”.
فيروس “كورونا” ترك بدوره أثره على هذا القطاع، فغابت معارض الكتب في مختلف البلدان وألغي معرض بيروت للكتاب، هذا الحدث الذي كان ينتظره الكثيرون سنويّاً.
وفي هذا السياق، أشار سعد الى أنّه “تمّ استبدال غياب تسويق الكتب في المعارض بالتسويق الالكتروني الذي يستقطب الكثير من القرّاء”، مشدّداً على أنّ “قطاع النشر أساسي في إدخال العملة الصّعبة الى لبنان من خلال بيع الكتب وتسويقها في الخارج، وهنا تكمن أهميّة دعمه، ودعم الكتّاب والناشرين”.
وأضاف: “بالرغم من التحدّيات، سجّلنا نسبة مبيعات كبيرة في الاشهر الاخيرة الماضية لانّ أسعار كتبنا بقيت على سعر صرف الـ1500 ليرة، ولكنّ المشكلة تكمن في الاستمرارية في ظلّ التقلّبات في سعر الصّرف”.
تتساقط الأعمدة التي لطالما شكّلت الدعامة الاساسيّة لنهوض لبنان كأحجار الدومينو، وها هو قطاع النّشر يتزعزع ما يهدّد عقول اللبنانيّين بالجوع والتّوق الى العلم والمعرفة، تماماً كما أصبحت بطونهم فارغة وجائعة… بالله عليكم، أتركوا لنا الكتب، فهي التي سنُعيد بها إعادة إعمار هذا الوطن الذي دمّرتموه بجهلكم.