لقاء الحريري – باسيل: دعسة ناقصة في طريق الحل!
لم تنجح المحاولات التي قامت بها فرنسا في الايام الماضية لإعادة إحياء مبادرتها وإعطائها وهجاً من جديد، حيث ان أجواء الساعات الاخيرة كانت مؤشرا واضحاً الى عودة التعقيدات للملف الحكومي وأوحت بأن عملية التشكيل سترحّل الى الاسابيع وربما الأشهر المقبلة.
وبحسب مصادر متابعة فإن الحراك الفرنسي الذي كان من المتوقّع ان يكون اكثر استيعاباً للواقع اللبناني شابه الكثير من الثغرات السياسية والشّكلية، اذ انه قام “بدعسة ناقصة” في طريق الحل من خلال محاولة جمع رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري ورئيس تكتّل “لبنان القوي” جبران باسيل قبل الاتفاق على الخطوط العريضة بينهما، فكانت النتيجة رفض الحريري لقاء باسيل ورفض باسيل المبادرة باتجاه الحريري.
ولعلّ هذا الرفض والرفض المضاد أدّى الى اعادة توتير الاجواء والى إحباط ساد الأوساط السياسية، لأن ذلك من شأنه أن يحتّم عملية تراجع سياسية للمبادرة الفرنسية، اذ ان العلاقة بين الحريري وباسيل عادت لتصبح أسوأ مما كانت عليه قبل الحراك الاخير المستجد.
واعتبرت المصادر أن رئيس الجمهورية ميشال عون لا يزال مصرّاً على عدم تقديم أية تنازلات وأن كل ما يحاول إظهاره من حسن نيّة سياسية يهدف الى أمرين؛ الاول اعادة التقرّب من الفرنسيين الأمر الذي نجح به الى حدّ بعيد خلال الاسابيع الماضية، والثاني هو تحميل الرئيس الحريري مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، اذ ان عون يعتقد أن الرئيس المكلف عاجز عن ذلك في المرحلة الحالية وبالتالي فإنه مهما قدّم من تنازلات لن يتلقّفها الحريري.
وتقول المصادر ان الفرنسيين لم يدركوا بعد أن عون لن يقدّم تنازلات سياسية بشكل جدّي عندما تحين اللحظة الاقليمية والداخلية للتشكيل، لأنه يتمسّك بتظهير انتصاره السياسي في الساحة اللبنانية للاستمرار في مسار شدّ العصب الذي بدأه قبل أشهر لاستعادة ما خسره من قاعدته الشعبية، وبالتالي فإن كل المبادرات التي لا تأخذ بعين الاعتبار المناورة العونية الناجحة حتى الآن لا يمكن أن تؤدي الى نتائج ايجابية خصوصا وان الاجواء الاقليمية ليست مؤاتية
lebanon24