عون وباسيل يطالبان بضمانات تعويضية عن الثلث المعطّل
في إطلالته الإعلامية الأخيرة كان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مقّلًا في الكلام في ما خصّ الوضع اللبناني الداخلي. لكن ما قاله، على رغم قلّته، كان كافيًا ليقول للجميع إنني لا أزال موجودًا، وبقوة، على الساحة الداخلية.
ما أراد أن يقوله “السيد” بهذه الكلمات القليلة وصل مضمونه إلى جميع المعنيين بـ”اللعبة” الحكومية، المعرقلين منهم والمسهّلين، على حدّ سواء. الرسالة فُهمت كما هي، ولكن كل فريق حاول تفسيرها وفق رغباته ومتطلباته.
فريق العهد رأى في الرسالة هدفين: الأول، قد يصبّ في مصلحة التمهيد لقيام حكومة تلبي طموحات الوزير السابق جبران باسيل، الذي لا يزال يبدي حتى هذه الساعة تعفّفًا مصطنعًا بالنسبة إلى عدم رغبته في المشاركة بالحكومة.
أما الهدف الثاني فيرى فيه فريق الحكم تعارضًا مع نظرة رئيس الجمهورية إلى موضوع تشكيل الحكومة، ويعتبر أن السيد نصرالله أعطى رئيس مجلس النواب نبيه بري ضوءًا أخضر ودعمًا غير مشروط لمبادرته، التي يعتقد البعض أنها لا تزال تحتاج إلى المزيد من الوقت والإتصالات لتذليل “ما تبقّى من عقد”، على حدّ قول نصرالله.
وفي تحليل لبعض المعطيات فإن فريق الحكم لا يزال يراهن على عامل الوقت، على رغم يقينه بأن دخول “حزب الله” على خطّ التسهيل، ولو ظاهريًا، قد يعطي دفعًا جديدًا يُعتقد أنه قد يصبّ في النهاية في مصلحة ما يسعى إليه الحكم بالنسبة إلى ما يطالب به من ضمانات مقابل تخّليه عن الثلث المعطّل.
وفي المعلومات غير المتداولة أن إتصالات الربع الساعة الأخير تتمحور حول بلورة هذه الضمانات، خصوصًا أنه لم تظهر أي مؤشرات جلية في ما يتعلق بما يطالب به رئيس الجمهورية مقابل قبوله التخّلي عن الثلث المعطّل، وذلك بما يوازيه من حيث الأهمية، ومن حيث التعويضات المتوقعة.
وفي رأي أكثر من مصدر فإن كرة تشكيل الحكومة لا تزال في ملعب رئيس الجمهورية، ومن ورائه النائب باسيل، اللذين لا يزالان يضربان الأخماس بالأسداس حول المكتسبات التعويضية الممكنة والمحتملة.
وعلى هذا الأساس، وفي إنتظار الأجوبة المطلوبة من “حزب الله” أولًا، بإعتباره الممسك بأطراف خيوط اللعبة في الوقت الحاضر، في حال التسليم جدلًا أن الضوء الأخضر الخارجي قد أُعطي، يمكن التأسيس للمرحلة المقبلة.
ويبقى الجواب الشافي لدى الرئيس المكّلف سعد الحريري، الموجود في دولة الإمارات العربية، تاركًا هاتفه الجوّال شغّالًا في حال إُستجدّت أي معطيات دافعة للتأليف. فإذا إقتنع بما سيتمّ التوصل إليه من تسويات، يعمل عليها الرئيس بري، فإن المتفائلين يتوقعون نهاية قريبة لخروج الأزمة الحكومية من عنق زجاجة الشروط والشروط المضادة، على أن يبقى عند جهينة الخبر اليقين.
أما الحذرون والمتأرجحون بين التفاؤل والواقعية فيردّدون مع الرئيس بري “ما تقول فول حتى يصير بالمكيول”.