الأزمة تدفع اللبنانيّين نحو الهواتف الأقلّ سعراً و… ذكاءً
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
أثّرت الازمة الاقتصاديّة التي تُلقي بثقلها على لبنان على الكثير من القطاعات التجاريّة خصوصاً تلك التي تُقدّم سلعاً أو خدمات ثانويّة ولا تتعلّق بشكل مباشر بلقمة عيش المواطن، كقطاع بيع الهواتف والاكسسوارات.
وفيما كان المواطن اللّبناني يهبّ في السنوات الماضية الى شراء أحدث أنواع الهواتف الذكيّة وينتظر بفارغ الصّبر موعد طرحها في الاسواق ويلجأ الى الحصول عليها قبل غيره من خلال طلبها من خارج لبنان مقابل مبالغ طائلة، ويقدّمها كهدايا لافراد عائلته وخصوصاً لاولاده الذين يُطالبون بالحصول عليها في عمرٍ صغير، ها هو اليوم يتخلّى مُكرهاً عن هذه العادة، ويعمل جاهداً للحفاظ على هاتفه لانّ الهواتف الجديدة باتت تُكلّف عشرات الملايين أو، بكلّ بساطة، Fresh money!
ولكن ما هو تأثير الازمة على أصحاب محلات بيع الهواتف؟ وهل باتت مصالحهم التجاريّة في خطر؟
يؤكّد بيار شعيا، وهو صاحب متجر لبيع الهواتف في بلدة برمّانا لموقع mtv، أنّ “الحركة التجاريّة لم تتراجع في هذا القطاع، لا بل زادت، فالمواطنون يتهافتون لتصليح هواتفهم ولشراء الاجهزة اللوحيّة والاكسسوارات خوفاً من غلاء أسعارها على وقع إرتفاع سعر صرف الدّولار، ولكنّ ما تبدّل هو انخفاض نسبة بيع الهواتف الذكيّة الجديدة الى 50 في المئة عن السنوات الماضية، مع ازدياد الطلب على الهواتف التي لا يفوق سعرها الـ200 دولار نظراً لتراجع القدرة الشرائيّة لدى الزّبون”.
وكشف عن ازدياد الطلب على بطاقات التشريج المسبقة الدّفع لتأمين عمل الخطوط لأشهر مقبلة تخوّفاً من رفع سعرها قريباً.
لطالما كان المواطن اللّبناني يُعرَف بحُبّه لانفاق المال وحرصه على شراء أغلى المقتنيات ومواكبة التطوّر الرقمي بالحصول على أجدد الاجهزة الالكترونيّة، ولكنّ الكثير من الخصال التي كانت تُميّزنا في لبنان تغيّرت بفعل ما نعيشه، فهل سنصل الى وقتٍ يُصبح فيه التّخابر واقتناء الهواتف ترفاً؟