لبنان

“المفاوضات مجمَّدة”… هل يدعو عون لاستشارات قريبة؟!

منذ “اعتذار” السفير مصطفى أديب عن تأليف الحكومة، بعد “العراقيل” التي اصطدم بها، وحرفت “مهمّته” عن مسارها، يسيطر “الجمود” على الملفّ الحكوميّ، الذي تبدو محرّكاته “مطفَأة” حتى إشعارٍ آخر، قد يتخطى الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد أكثر من شهر…

تبدو الصورة الحكوميّة واضحة. لا مفاوضات ولا من يحزنون. وحده شعار “التمسّك” بالمبادرة الفرنسية، بوصفها “الفرصة الأخيرة”، لا يزال يرتفع بين الفينة والأخرى، ممّن أسقطوها قبل غيرهم، في مفارقةٍ جديرةٍ بالانتباه والملاحظة.

وفيما تبدو “سجالات” اللاعبين، التي خرقت الجمود، “وصفة مثالية” لملء الوقت “الضائع”، ثمّة من يسأل عن الخطوات التالية، ولا سيّما الاستشارات النيابية المُلزمة التي يفترض أن يدعو إليها رئيس الجمهورية، والتي تبدو “مجمَّدة” بدورها…

“تريّث”… ولكن!

في المبدأ، وبحسب ما كان معمولاً به في معظم “العهود” السابقة، كان يفترض أن تتمّ الدعوة إلى الاستشارات لتسمية رئيس حكومة جديد، “تلقائية” بمجرّد “استقالة” أيّ حكومة، أو “اعتذار” أيّ رئيس مكلَّف، من دون أن تخضع لأيّ “تأويلات” سياسيّة من هنا أو هناك.

بيد أنّ “العرف” الجديد الذي يتّهم البعض الرئيس ميشال عون بالتأسيس له، من خلال إرجاء الاستشارات النيابية، ريثما يتحقّق “التوافق السياسيّ”، ولو بالحدّ الأدنى، يتكرّر مرّة أخرى، تحت عنوان “التريّث الرئاسيّ”، وذلك تفادياً لأيّ “ضربة” جديدة يمكن أن تُحدِثها استشاراتٌ “غير منسَّقة” اليوم، علماً أنّ من يُطالِبون بإجراء الاستشارات اليوم قبل الغد لم يحسموا موقفهم بعد، لجهة من سيسّمون لرئاسة الحكومة.

ويقول المحيطون برئيس الجمهورية إنّ الأخير لا يرفض “مبدأ” الدعوة إلى الاستشارات، خصوصاً أنّه يسعى بكلّ ما أوتي من قوة لأن يظهر بمظهر “المسهِّل” لا “المُعرقِل”، وهو ما ثبّته في مرحلة تكليف مصطفى أديب، إلا أنّه يخشى في الوقت نفسه أن يتحوّل “استعجاله” إلى “تسرّع”، ويتسبّب بالمزيد من المشاكل غير المحسوبة.

ماذا لو دعا؟!

أبعد من ذلك، يذهب العارفون بموقف رئيس الجمهورية، ليسألوا: “ماذا لو دعا عون إلى استشاراتٍ نيابية ملزمة اليوم قبل الغد؟ ما هي السيناريوهات المحتملة عندها؟ وهل يؤدّي اختيار شخصيّةٍ غير متوافَق عليها إلى زيادة “التوتير” بدل العكس؟!”.

ينطلق هؤلاء من “قناعةٍ” بأنّ رؤساء الحكومات السابقين مثلاً، قد لا يعمدون لتسمية شخصيّةٍ جديدةٍ تحظى بدعمهم ومباركتهم، كموقفٍ اعتراضيّ على وضع العصيّ في “دواليب” مرشّحهم السابق مصطفى أديب، وعرقلة مهمّته، والتشويش عليه، وبالتالي فإنّ تكرار “السيناريو” السابق قد يكون بعيد المنال، إذا لم يقترن بشروط وضمانات لا تبدو متوافرة حالياً.

أكثر من ذلك، يسأل بعض المحسوبين على رئيس الجمهورية، عمّا سيكون مُنتَظَراً من استشاراتٍ غير منسَّقة مُسبَقاً، سوى “استنساخ” مشهد تسمية الأكثرية النيابية لمرشّحٍ قد تعتقد أنّه “معتدل”، على غرار ما فعلت يوم سمّت حسّان دياب، وهي تجربة لا تريد تكرارها اليوم، علماً أنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري “صعّب” المهمّة أكثر، بقوله إنّه ليس مرشّحاً، وليس لديه مرشّح…

قد يقول قائل إنّ كلّ هذه “الحسابات” لا ينبغي أن تندرج ضمن “أجندة” الدعوة إلى الاستشارات، وأنّ مجرّد دعوة الرئيس ستؤدي لكسر “الجمود”، وبالتالي تكثيف الاتصالات، كما حصل أصلاً عندما تمّ التوافق على أديب “ليلة” الاستشارات، وليس قبل ذلك. ولكنّ مثل ذلك ينطوي على “مخاطرة”، برأي البعض، لا يبدو الرئيس جاهزاً لها، انطلاقاً من “الخصوصية اللبنانية”، “خصوصيّة” يخشى كثيرون أن تقضي على ما بقي من هذا البلد.
lebanon24

مقالات ذات صلة