حين يتذاكى “العهد” على الرأي العام… ينقلب السحر على الساحر!
من الواضح ان عهد الرئيس ميشال عون حاول تسديد ضربة قاضية للرئيس المكلف سعد الحريري من خلال المناورة التي قام بها عبر الطلب من السفير السعودي وليد البخاري زيارة قصر “بعبدا” والتسريبات التي ترافقت مع الزيارة والبناء عليها باعتبارها اعادة الشرعية للعهد وفك الحصار العربي عنه وتكبيل الحريري به، ولكن على ما يبدو أن السّحر انقلب على الساحر.
مما لا شكّ فيه أن إعلام “العهد” بالغ في تظهير الزيارة ساعياً الى إحراج خصمه السياسي اللدود بها والإيحاء بأن المملكة العربية السعودية تنوي الانتقام من الحريري عبر الاتفاق مع عون على اختيار شخصية سُنيّة اخرى لتشكيل الحكومة بهدف إظهار أن العقدة السعودية تكمن حصراً في شخص الحريري رئيساً للحكومة.
ورغم الجهود التي بذلها “العهد” للتذاكي على الرأي العام، الا أن ثمة صفعة غير متوقعة تلقّاها عبر تسريبات مضادّة من مقرّبين من السفارة السعودية في لبنان نفت كل الادعاءات التي روّج لها من قبل “بعبدا” وأكّدت على أن لقاء عون – البخاري حصل بعد إلحاح شديد من رئيس الجمهورية حيث بات من الصعب تجاهلها “بروتوكولياً”!
بعد زيارته بعبدا… الحريري يتقدم بالنقاط على عون
“التيار” مجددا: لا حكومة الا بهذه الشروط.. وعون لن يخضع
وترى مصادر متابعة للزيارة أن تسريب موضوع الدعوات الثلاث التي وجّهها عون للبخاري يعني أن السعودية لا تزال على موقفها من “العهد” متمسكة برفضها تشكيل أي حكومة ضمن التوازنات الحالية وان الزيارة التي حصلت مجرّد شكليات لا يمكن البناء عليها في السياسة، وبالتالي فإن استخدامها للتصويب على الرئيس المكلف أمر غير مسموح به، اقله في المرحلة الحالية التي يبدو فيها ان السعودية لا تبدي انزعاجاً من الدور الذي يلعبه الحريري حالياً في بيروت لجهة عدم قبوله تقديم أي تنازلات للتحالف القائم بين عون و “حزب الله”.
يبدو ان المرحلة المقبلة ستشهد فائضا من النشاط السعودي في لبنان ومزيدا من الرسائل الاعلامية والسياسية التي تكشف حقيقة الموقف السعودي لتقطع الطريق على أي طرف سياسي يسعى لاستغلاله لمآرب شخصية ضمن صراعات الزواريب الداخلية اللبنانية.
من هنا يمكن القول بأن “العهد” وبعد ان حاول تعويم نفسه بالقوة عبر زيارة السفير السعودي ،عاد وتلقّى ضربة قاسية أظهرته ضعيفاً يستجدي دعماً خارجياً ويعجز عن الضغط على الحريري وإحراجه او حتى اخراجه من الملعب الحكومي وسحب تكليفه!