لبنان

الثنائي الشيعي يحكم بلا ثلث معطل “بانتظار المثالثة”

لعله صنف جديد من الفجور سعي الطبقة الحاكمة تسجيل نقاط على بعضها البعض فيما المواطن كفر بالدولة على عتبة الارتطام الكبير. ثمة من يبحث في جنس حكومة موعودة بينما الدولار يحلق في مساره المجنون والجوع بات يتربع على موائد اللبنانيين.

ثمة مقولة شهيرة في الأدب الشعبي الروسي “وحده الربيع يكسر جليد الشتاء” و لعل الصدفة ان يتوجه وفد حزب الله إلى موسكو بشكل رسمي عند عتبة الربيع الذي يعم ارجاء موسكو بسرعة فائقة ، ويحاول الحزب تسجيل نقاط في شكل الزيارة تتعلق بكونه لاعبا إقليميا فاعل ما ينعكس حكما على جدول أعمال المباحثات مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، والشأن اللبناني امتداد طبيعي لساحة إقليمية واسعة ومتشابكة.

بغض النظر عن النتائج نجح حزب في تكريس دوره المحوري والفاعل كي تتكئ عليه الدول المعنية لحل الازمة اللبنانية وحصر الحريق اللبناني و عدم امتداده إلى الجوار ، وثمة جهات كثيرة وفي مقدمها النائب جبران باسيل ستتحسس هاتفها في بيروت بانتظار اتصال من الحاج محمد رعد.

بموازاة المباحثات في موسكو، أدار الرئيس نبيه بري محركات المشاورات وفق منطق تثبيت نظرية الحريري “حكومة مستقلة قدر الإمكان و بدون ثلث معطل” ما يقابله تجاهل تام من قصر بعبدا وامتعاض علني من “ميرنا الشالوحي”، و يؤكد مواكبون بأن تحرك بري سيتخذ الطابع الإنقاذي وسيعتمد سلوك الضغط المباشر لفرض تشكيل الحكومة والإقلاع عن اسلوب التمني.

من جهته، يزداد الحريري تصلبا لناحية عدم التورط بمطلق إتفاق جانبي مع رئيس الجمهورية يفرغ شعار حيادية الحكومة عبر البحث في عمق التشكيلة و توزيع المقاعد ما يشكل عمليا و من وجهة نظره التفافا فاضحا يهدف تأمين تسلل جبران باسيل إلى داخل الحكومة بالتزامن مع التنصل من كل تبعات الازمة .

في هذا المجال، يبدي قطب سياسي نقزة كبيرة من انفجار الشارع على نحو واسع ومن سيطرة الشارع الغاضب مقابل الدولة العاجزة قبل الوصول إلى تشكيل حكومة، و يؤكد بأن الواقع الراهن يعكس حكم “الثنائي الشيعي” المطلق سواء عبر مبادرة بري أو تحرك حزب الله خارج الحدود ، طالما ان الأطراف الأخرى غير قادرة على مغادرة مربع مواقفها الضيقة وباتت تنتظر الحل من الخارج او عقد مؤتمر تأسيسي سيفضي حكما إلى تكريس المثالثة في عمق النظام السياسي.

Lebanon 24

مقالات ذات صلة