لبنان

هل تملك موسكو “بديلاً” من الوساطات “الغامضة”؟

كتب جورج شاهين في ” الجمهورية”: ايا كانت المحادثات مع اعضاء الوفد، فإنّ العودة الى ما عبّرت عنه الخارجية الروسية من اهتمام بالشأن الداخلي اللبناني، توحي أنّ موسكو ليست بعيدة عمّا تضمنته «المبادرة الفرنسية». ففي البيان الأخير الذي صدر عنها عقب اللقاء بين لافروف والرئيس سعد الحريري «استعار» تعابير من المبادرة الفرنسية عندما تحدث عن «حكومة مهمّة»، قبل ان يدعو الى التفاف اللبنانيين حولها لتجاوز المرحلة الصعبة. كما لحظ ضرورة إتمام المهمة التي كلّف المجلس النيابي الحريري بها، في إشارة غير مباشرة الى «الاستشارات النيابية الملزمة» التي اجراها رئيس الجمهورية وادّت الى تكليف الحريري ولو لم يكن راضياً بنتائجها التي فُرضت عليه دستورياً على الرغم من إقتناعه الذي عبّر عنه قبل إجراء هذه الاستشارات بيوم واحد، محذّراً من منحاها الذي سيؤدي الى تكليف الحريري.

وبناءً على ما تقدّم، فإنّ هناك من يعتقد انّ الرهان على دور روسي اكبر يفتح الطريق الى تشكيل الحكومة ليس في محله على الاقل وفق المعطيات المتوافرة الى اليوم. وان ادّت الزيارة الى إسقاط المخاوف من صعوبة ان تطلق محادثات موسكو عملية التأليف المنتظرة للحكومة ستكون هناك مفاجأة كبرى لا يمكن التنكّر لها او التقليل من شأنها قبل انتهاء الزيارة.

ولذلك كله، لا يجب نسيان او تجاهل انّ في الكواليس السياسية والديبلوماسية الروسية محادثات جادّة مع باريس وطهران وعواصم الخليج العربي، في انتظار ما هو منتظر منها مع واشنطن في وقت قريب. وهي ـ ومهما قيل عن الفصل بين ما يجري في المنطقة ولبنان- فالملف اللبناني حاضر في كل ما يتناوله الحديث عن الملف النووي الإيراني والعلاقات بين ايران والولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين، طالما انّه يبحث تحت عنوان سبل التعاطي مع الأذرع الإيرانية في العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط والخليج العربي.

وبناءً على ما تقدّم، لا يبدو من السهل تقييم ما يمكن ان تؤدي اليه الجهود الروسية، فما تبلّغه لبنان يشي باهتمام موسكو الجدّي، بما يؤدي الى انقاذ لبنان، وانّها لن توفّر جهداً يُبذل على اكثر من مستوى، فهي تفكر بعقد المؤتمر الدولي الثاني للنازحين السوريين في لبنان بعد المؤتمر الاول في دمشق، وان لم تسع الى اعادة تكوين السلطة في سوريا لن يكون لأي من خياراتها على الساحة اللبنانية اي اهمية، لإقتناعها انّ الازمات التي يعيشها البلدان، ولا سيما منها الاقتصادية والنقدية منها، مترابطة الى حدٍ بعيد، وهي تعرف انّ الحل يمكن ان ينعكس عليهما معاً. ولذلك ستبذل مزيداً من الجهود الإيجابية، وهو ما ستثبت صحته الايام القليلة المقبلة من عدمه.

المصدر: الجمهورية

مقالات ذات صلة