14 أذار بـ”لوغو” جديد
كتب عمر حبنجر في “الأنباء” الكويتية”:
يصادف اليوم الأحد، بالتقويم اللبناني المتحرك، ذكرى «14 آذار»، يوم التظاهرة المليونية التي ملأت ساحات بيروت استنكارا لاغتيال رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري ومن معه، والذي استتبعه رحيل الوصاية السورية المباشرة عن لبنان.
إنه اليوم الذي تحول إلى عنوان لأوسع تكتل سياسي وحزبي داعم للسلم الأهلي ولاتفاق الطائف بوجه الفريق الآخر المعروف بـ «8 آذار» والذي تحول إلى ما يعرف بـ «فريق الممانعة».
بالطبع، فريق «14 آذار» اليوم لم يعد بمستوى تماسك 2005، إلا أن روحيته المعادية للوصايات الإقليمية المموهة مازالت متوافرة، ولئن بدت مواقف بعض أطرافه متنافرة أو غير متناغمة، على غرار الحاصل بين «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب» و«التقدمي الاشتراكي» حيث النغم واحد تقريبا، لكن الإيقاعات مختلفة.
عمليا، ان عنوان «17 أكتوبر» تاريخ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد «المنظومة الحاكمة»، أي ضد فريق «8 آذار» الذي يقوده حزب الله، أصبح «اللوغو» الجديد لفريق «14 آذار» مع إضافة النكهة الثورية وروحية الحركات والمجموعات ذات التطلع لأنظمة الحكم المدنية، وهي التي تتقدم الصفوف في الحركة الاحتجاجية الواسعة التي تشهدها شوارع المدن والبلدات اللبنانية مذاك، والتي ساهم فساد «المنظومة الحاكمة» والحال الإفلاسي، التي أوصلت الدولة والشعب في لبنان إليه، في تعرية هذه المنظومة من الرأس حتى أخمص القدمين، إلى ان وصلنا إلى مطالبة البطريرك الماروني بشارة الراعي بتدويل حل الأزمة اللبنانية وبتحييد لبنان عن صراعات المحاور الإقليمية بدعم من مرجعيات إسلامية دينية وسياسية، ومن ثم إلى مطالبة الفعاليات المسيحية عموما بإنهاء ولاية الرئيس ميشال عون ومعها منظومة العجز والفشل، كما سماها المتظاهرون الذين احتضنتهم ساحات بيروت اعتبارا من ظهر أمس، وبالتحديد ساحة الشهداء في وسط العاصمة، حيث أعيد رفع نصب «قبضة الثورة» الرمزي ونصبت الخيام مجددا.