“القوات” أمام تحدٍّ كبير… ولا تملك ترف الخيارات!
على وقع التحركات الشعبية التي تشهدها معظم المناطق اللبنانية ثمة تقاطعات سياسية تؤكد أن مناصري حزب “القوات اللبنانية” يشاركون بشكل فعّال في عملية قطع الطرقات في المناطق المسيحية، وبالرغم من اصرار “القوات” على نفي هذه المعلومات الا انها باتت شبه مؤكدة ويمكن البناء عليها في السياسة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن “القوات اللبنانية” مهتمة في استثمار الوقفات التي قامت بها منذ الاستقالة من حكومة الرئيس سعد الحريري مروراً بالحراك السياسي والشعبي الذي تأجّج بُعيد انفجار مرفأ بيروت وصولاً الى التظاهرة الاخيرة في “بكركي” وذلك في محاولات لإضعاف عهد الرئيس ميشال عون، وإلا فإن كل ما حصل سابقا من تحركات سيفقد هدفه السياسي.
وتضيف المصادر ان “القوات” ترى اليوم أن إضعاف عون يكون في تقاطع المصالح بينها وبين بعض القوى السياسية المهتمة بمحاصرة الرئيس من اجل فرض تنازلات مرتبطة بشكل الحكومة وتشكيلتها عبر قوّة الشارع، لذلك فإنها قررت، على ما يبدو، لعب دور رأس الحربة في المناطق المسيحية من خلال قطع اكبر عدد من الطرقات في إطار عملية الضغط.
وتعتقد المصادر ان لعبة “القوات” قد تحصد نتائجها “قوّاتيا” لجهة تعزيز الحالة الشعبية وإضعاف التيار “الوطني الحر”، الا ان ذلك، وبحسب المصادر، مشروط بتقديم الرئيس عون تنازلات سريعة تؤدي الى انسحاب الحراك من الشارع وبذلك تكون “القوات” قد انتصرت سياسيا واعلاميا وأظهرت نفسها داعما أساسيا للمطالب الشعبية.
لكن “القوات” أمام تحدٍّ كبير في حال لم يتساهل رئيس الجمهورية في أي من شروطه، لأنها ستصبح أمام خيارين؛ إما استمرار التصعيد في الشارع ما من شأنه أن يرفع وتيرة النقمة الشعبية لا سيما في مناطق نفوذها كالمتن وكسروان بشكل اساسي ما سيؤدي بدوره الى اندثار الشعبية التي ربحتها في السنة الفائتة، او الخيار الثاني وهو الانسحاب من الشارع من دون تحقيق أية مكاسب ما سيعدّ خسارة سياسية فاضحة للقوات اللبنانية والتي لن تكون قادرة على ترميمها بسهولة.
