لبنان

فضيحة جديدة بشأن تعويضات ضحايا المرفأ.. هكذا احتُسب الدولار

كتبت دوللي بشعلاني في” الديار”: “يقول أحد المتابعين لملف أحد ضحايا الإنفجار بأنّ التعويضات هي عبارة عن مساعدات مالية مقدّمة من دول الخارج لأسر الضحايا الذين وصل عددهم الى 205 أشخاص بعد وفاة أحد مصابي الإنفجار منذ أيام، مقابل خسارتهم لهم، ولإعالتها خلال الأشهر المقبلة.

وأفادت المعلومات بأنّ الدول المانحة قامت بتقديم المساعدات بالدولار الأميركي على النحو الآتي: 20 ألف دولار كتعويض عن كلّ ضحية (أو شهيد) تخطّت الخامسة عشرة من عمرها، و10 آلاف دولار عمّن كانت تحت سنّ الخامسة عشرة. وفضيحة التعويضات، لا تكمن في المساعدات التي قدّمتها دول الخارج، مشكورة من قبل عائلات الضحايا، إنّما في أنّ الدولة اللبنانية التي لم تستطع حماية مواطنيها والأجانب العاملين في لبنان من انفجار 4 آب، قد احتسبت هذه المبالغ الممنوحة لعائلات الضحايا على سعر الدولار «الرسمي» أي 1500 ل.ل. وكأنّها لا تُدرك بأنّ ثمنه اليوم في السوق السوداء قد حلّق ووصل الى الـ 10 آلاف ل.ل. ويستمرّ في الإرتفاع، في ظلّ نزول الشعب اللبناني الى الشارع وقطع الطرقات احتجاجاً على انهيار قيمة الليرة اللبنانية والإرتفاع الجنوني للدولار والعملات الصعبة

وهذا الأمر وإن دلّ على شيء، على ما قالت إحدى السيّدات التي فقدت أخاها في الإنفجار، فعلى أنّه «احتقار» لأرواح الضحايا من قبل الدولة التي تقتلهم مرّة جديدة، عن طريق تحويل قيمة التعويضات الى الليرة اللبنانية التي تفقد قيمتها الشرائية يوماً بعد يوم وقد وصلت الى أدنى مستوياتها في التاريخ. فبحسب حسابات الدولة، إنّ قيمة التعويض عن «حياة» معيل أسرة، أو أب وأمّ، أو زوج وزوجة، أو إبن وإبنة، أو أخ وأخت، أو طفل وطفلة، يتراوح بين 30 مليون ل.ل. عن كبار السنّ و15 مليون ل.ل. عن صغار السنّ، أي ما قيمته 3000 و1500 دولار فقط لا غير. في حين أنّ قيمة الـ 20 ألف دولار الفعلية اليوم هي 200 مليون ليرة، فيما لو أعطتها الدولة مباشرة لعائلات الضحايا من دون أي تحويل لها(كـ «فريش موني»).
وأكّد العارفون بأنّ ما يزيد في الطين بلّة أنّ التعويضات الهزيلة لأهالي الضحايا لن تُدفع نقداً، بل بواسطة شيكات مصرفية، ما يعني «إذلال» جديد لهم من قبل المصارف، لكي يتمكّنوا من سحب المبلغ كاملاً. هذا إذا تمكّنوا من الحصول عليه في ظلّ المعايير المشدّدة وغير المسبوقة التي تعتمدها المصارف، وتبدّلها شهرياً بحسب ما تراه مناسباً لها”.

Lebanon 24

مقالات ذات صلة