اخبار بارزةلبنان

الحراك نجح في قطع الطرقات.. فهل ينجح في أمور أخرى؟

بينما كانت النيران تلتهم اطارات الاحتجاجات هنا وهناك سمعت أصوات عديدة في الباحات الطرابلسية تنادي بتدخل المثقفين من أطباء و محامين ومهندسين وإعلاميين وحقوقيين في معترك الحراك الشعبي. وقد جاء النداء هذا بمثابة اتهام من جهة وبمثابة استدراج من جهة أخرى. فدعوة هذه الفئات متأخرة جدا إذ أنه وبعد السابع عشر من تشرين زين هؤلاء الساحات والتظاهرات إلى جانب فئات كثيرة من أبناء المجتمع الطرابلسي الذين لم يسبق أن اقتنعوا بأن الشارع مكانا مناسبا لإيصال الصوت إلى من في السلطة. ولكنهم نزلوا وثابروا وثمة فئة اعتكفت في الخيم لوقت طويل في الشوارع المتفرعة من ساحة عبد الحميد كرامي.

وقد جاء انحسار حماسة هؤلاء لأسباب كثيرة متعددة أولها على الاطلاق ان السلطة بدت قادرة على اجتناب الصدمات التي أحدثها حراك الشارع في طرابلس وغيرها، بل إن الأمور زادت سوءاً، والأوضاع الاقتصادية زادت ترديا اذا لم نقل مأسوية.

وبالطبع لعب كورونا دورا مهما في انحسار الحراك الميداني لكنه فعلا لم يكن السبب الرئيسي في عودة الناشطين من هذه الفئات إلى بيوتهم.

وأمس وفيما نادى معتصمون المثقفين للنزول إلى الشارع دار نقاش بين أوساط الثوار عن كيفية تحويل المسار والعمل من الفوضى التي تستفيد منها السلطة إلى ترتيب الأمور والأولويات ورسم خريطة طريق واضحة تفصل بين “جنود” الأحزاب والقوى المتكئة على تيارات السلطة وتجنب حجز الحركة التجارية وتعطيل البلد بداعي الاحتجاجات.
أحداث طرابلس بعيون “مستقبليّة”.. الحريري لن يخضع!
حريق طرابلس فرصة تستغلها السلطة لاخماد الثورة؟

نادى جمع كبير من الثوار بتغيير أسلوب ونمط العمل بما يتيح فعالية التأثير والنفوذ الشعبيين لا أن ينحصر الأمر في صراخ وتجمعات يتسلل اليها العسس فيعيثون في الأرض والممتلكات فسادا.

وفي طرابلس وحولها دار كلام كثير عن تزايد أعداد الفئات التي تتصل بقوى السلطة كافة وأحزابها ومنها “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” ، إلى جانب حديث عن نفوذ “القوات اللبنانية” المتزايد على الأرض وما يمكن أن ينتج عن ذلك من صراعات أجنحة سياسية قد تحقق أمرا وقد لا تقوى على ذلك فعلا.

وفي النقاش أيضا أفكار عن تفرد طرابلس أحيانا بالحركة وقطع الطرقات فيها وخنق الناس في حين تبقى الحركة عادية في باقي المناطق.

نقاش بدأ ويستمر على وقع الدعوات في لبنان إلى مواجهة امور عدة اليوم لا تشبه ما كان في السابع عشر من تشرين وقتها نادى الحشد باستقالة الرئيس سعد الحريري واليوم نادى محتجون في غير منطقة بتسهيل أمور ولادة حكومته، أمس اعترض الثوار على واقع اقتصادي متردي 4000 ليرة للدولار في حين أن سعر الدولار يلامس اليوم العشرة آلاف، ويتفق المعنييون مع مقولة أن سعره العالي سببه عمل قراصنة ماليين واقتصاديين. أمس نادوا لطرابلس بإنقاذ أهلها من جوع يطاول ستين بالمئة من أهلها واليوم أصبحت النسبة أكثر بكثير.

واليوم! الحراك نجح على الطرقات فهل ينجح في أمور أخرى؟.

lebanon24.

مقالات ذات صلة