تأرجح في مواقف عون لإخراج الحريري بأي ثمن
لم يبدل تخطي الدولار عتبة العشرة آلاف ليرة من سلوك السلطة القائم على التجاهل والنكران، كما لم يشكل تحريك الشارع حافزا لدى الأطراف المعنية للسعي إلى الإنقاذ والشروع بمعالجة الازمة من خلال الخطوة الأولى المطلوبة وهي تشكيل الحكومة .
الصراع على أشده بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ما يجعل تشكيل الحكومة أمنية للشعب اللبناني صعبة المنال، في حين تعم في قصر بعبدا أجواء تتعلق بكيفية التخلص من سعد الحريري بأي ثمن وتنحيته عن التكليف بتشكيل الحكومة . و لا يتردد فريق عون من المجاهرة بضرورة تنحي الحريري وافساح المجال أمام شخصية قادرة ، وهو ما يعتبر بطبيعة الحال التفافا على الاستشارات النيابية الملزمة التي افضت إلى تكليف الحريري فضلا عن انتهاك مفضوح لارادة النواب، حيث يسعى عون الى اختزال كل السلطات و تجاوز كل المؤسسات التشريعية و التنفيذية.
“وطاويط القصر” وتعكير الأجواء!
الحريري قدم تشكيلة حكومية الى الرئيس عون… فماذا عن الأجواء؟
وفق المعلومات فإن قصر بعبدا باشر بالهجوم على الحريري من أجل حسم الموقف، وهو استبق ذلك بالقاء قنابل دخانية توحي بالتراجع عن مطلب الثلث المعطل مقابل الحصول على وزارة الداخلية، و تتردد عبارة “هيك ما بيمشي الحال” داخل قصر بعبدا للإشارة إلى تصلب الحريري والتعنت بعدم تلبية المطالب من ناحية وتردد حسان دياب كما خوفه من عقد جلسات مجلس الوزراء من ناحية اخرى.
لا يتوانى “مستشارو القصر” عن ابداء الامتعاض الشديد من سلوك الحريري وما اسموه الاستخفاف بالرئاسة الأولى وخطف الحريري ورقة التكليف والعمل على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء عبر إعادة الصورة على ما كانت عليه لناحية تطويق “التيار الوطني الحر” وتلبية مطالب كل الأطراف السياسية ما عدا “التيار” بهدف محاولة عزل رئيسه جبران باسيل.
هذا الأمر يشوبه تارجح مفضوح في مواقف فريق عون، فخلال ايام معدودة تمت إشاعة اجواء تفاؤلية لناحية التفاهم مع القوى السياسية ثم نقل عن لسان الرئيس عون رفضه تسليم البلد إلى ثلاثي الحريري، بري وجنبلاط وسرعان ما جرى نفي الكلام في بيان رسمي، ليستقر الرأي مؤخرا على طرح ضرورة الاستغناء عن الحريري و تأمين بدائل أخرى.
بالمقابل، يعتبر الحريري وفق اوساطه بأنه قدم كل ما لديه لناحية تشكيلة مقترحة دون ثلث معطل وهو يبدي تمسكا بالاقتراح كما بالتكليف. كما تسخر أوساط الحريري من جهد فريق عون إيجاد وسيلة دستورية تتيح التخلص من تكليف الحريري بأي ثمن كون إمكانية ذلك معدومة كما انه اعتذار الحريري هو من سابع المستحيلات.