كثيرون عن معرفة أو غير معرفة علمية أو طبية، قرروا ألا يتلقوا لقاح كورونا. قد يُبرر لهم تخوفهم في بداية “فورة” اللقاحات، وسط الكثير من الهواجس، التي قد تجعل احدهم يقول “بفضل موت بكورونا، على الموت باللقاح”، ولكن اليوم، مع دخولنا عملياً في السباق نحو المناعة المجتمعية، وتوفر الكثير من المعلومات الطبية والعلمية حول طبيعة عمل اللقاحات، فلا مبرر لذلك الخوف. ويصبح السؤال عكسياً: ماذا لو لم نتلق لقاح كورونا؟.
فعلياً، كل البروتوكولات الطبية المتوافرة حالياً لا تتعدى كونها مجرد وسيلة لتخفيف وطأة العوارض وإبعاد خطر الموت عن مرضى كورونا، ولا طريقة لمحاربة الفيروس الاّ باللقاح. هذه القاعدة ودونها الاستثناء، في حالات مرضية سنذكرها لاحقاً تمنع على فئات معينة من المجتمع تلقي اللقاح، فما الخطورة بعدم تلقي اللقاح؟. تجيب في حديث خاص لـ”لبنان 24” الباحثة والاستاذة في المختبرات الطبية دكتورة سهى يزبك، مشيرة الى خطورة على المستوى الشخصي وعلى المستوى المجتمعي.
على المستوى الشخصي
هنا، يمكن تعداد أكثر من فئة من المجتمع بحسب يزبك. فنتحدث أولاً عن اشخاص فوق الستين عاماً أو الاشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة أو خطيرة (سكري، ضغط، قلب…) حيث نسبة اصابتهم بكورونا وتعرضهم لخطر الوفاة عالية جداً، كما تشير الارقام العالمية، بينما خطر اللقاح وهو مستبعد اساساً أقل بكثير من نسبه خطورة كورونا والموت.
تتابع يزبك: “وهناك فئة من المجتمع وتحديداً الشباب، تقول انها لا تتأثر بكورونا، لو أُصيبت فإنّها لن تموت، ولكن في المقابل أثبتت الدراسات ان هناك تركيبة جينية محددة ممكن أن تتفاعل مع كورونا، وتؤدي الى الوفاة بغض النظر عن العمر والوضع الصحي للمصاب. وجميعنا بالتالي معرضون للموت ولا فئة محمية”.
يُضاف الى ذلك فئة من المجتمع، التي تقول انّ عوارض اصابتهم بكورونا ليست قوية، وبالتالي يستبعدون تلقي اللقاح، ولكن بحسب يزبك، “هذه الفئة هي الاخطر، لانها ممكن ان تنقل العدوى الى آخرين ممن لا يمكنهم أخذ اللقاح أو ممن هم ينتظرون دورهم لتلقي اللقاح، وقد تؤدي اصابتهم بالعدوى عن طريق تلك الفئة الى الوفاة”.
أّما الفئة الاخير فهي الاطفال دون الـ16 عاماً، تقول يزبك: “لنفترض ان عائلة رفضت أن تتلقى اللقاح، بالتالي هم سيعرضون ابناءهم او الاطفال في عائلتهم لخطر الاصابة بكورونا، وهذه الفئة دون الـ16 عاماً لا تستطيع أن تتلقى اللقاح، وبالتالي قد يعاني اطفال محددون من التهابات رئوية، وقد تكون العوارض مميتة”.
على مستوى المجتمع
وكذلك، الخطورة على مستوى المجتمع، بحسب يزبك: “نحن بحال قررنا ألا نأخذ اللقاح، فإنّنا بالتالي نعطي فرصة للفيروس بأن يتحور ويتكاثر، واذا نحن بكل العالم وبلبنان لم نصل الى نسبة تلقيح بحدود الـ70 الى 80 بالمئة، فحقيقة لا يمكن التعافي لا صحياً ولا اقتصادياً في البلد، وهذا ما سينعكس سلباً على الطاقم الطبي. بالتالي لا يمكن أن نوصل للتعافي الا بحصولنا على مناعة مجتميعة، وهذا لا يكون الا عبر تلقي اللقاح، وخصوصاً في بلد مثل لبنان لا يستطيع أن يتحمل المزيد من الوفيات، اذا بقي الطاقم الصحي متماسك”.
هل هناك اشخاص لا يمكنهم تلقي اللقاح؟
لا يوجد شخص لا يستطيع أن يأخذ اللقاح، بحسب الدكتورة يزبك،”وبالعكس كل الذين يعانون من امراض مزمنة، وسكري وضغط، هؤلاء بحاجة الى اللقاح قبل الآخرين، لاعطائهم فرصة محاربة الفيروس”. وتتابع: “الفئة الوحيدة التي لا يمكن أن تأخذ اللقاح هم الاشخاص الذين لديهم حساسية على أحد مكونات لقاحات كورونا، وتحديداً الـ Polysorbates ولكن نسبة هؤلاء قليلة جداً”.
اماً حساسية الطقس والادوية الباقية غير مرتبطة بالحساسية ضد اللقاح، ويمكن أن يقدّر الطبيب المتواجد في مركز اللقاح ذلك، وفي حال تلقى اللقاح وشعر المريض بعوارض خفيفة (تورم مكان الابرة، ضيق تنفس)، هناك دواء يُعطى له ويشعر حينها بالتحسن.
وتختم يزبك حديثها مشيرة الى طبيعة عمل اللقاحات حيث تُصنف الى 3 فئات:
1_ التقنية الاولى موديرنا وفايزر: طريقة عملها بانّها تأخذ رسالة صغيرة من الفيروس وتضعها بكيس دهني يدخل الى جسم الانسان، أي الرسالة تدخل الى الجسم، وتكون ما يشبه الجزء الخارجي من فيروس كورونا، حينها، سيؤدي ذلك الى تشكل مناعة وهذه الرسالة سوف تتكسر داخل الجسم، وفي حال اقترب من الجسم الفيروس، فسوف يتعرف عليه الجسم ويكسره قبل أن يصيب الشخص.
2- استرازينيكا وسبوتنيك وجونسون اند جونسون: تحتوي على فيروسات ولكن غير فعالة في جسم الانسان، ويؤدي الى تكون مناعة معينة في الجسم، هذه المناعة تتعرف على الجزء الخارجي من كورونا وتحاربه في حال اصطدام الجسم بالفيروس.
3- التقنية الصينية: تعتمد على فيروس كورونا، ولكن تم تعديله بشكل لا يمكن أن يتكاثر. يُعطى باللقاح ويدخل الى الجسم بحيث لا يؤدي الى مرض ولا الى تكاثر، ويشكل مناعة ضد فيروس كورونا.
بالتالي لا يوجد فيروس حي أو نشط في كل هذه اللقاحات، وتختم يزبك: “في لبنان لا حرية لدينا في الاختيار، عندما يأتي دوركم خذوا اللقاح المتوفر، وكونوا بصحة وخير”.