تحرّكات سياسية تُندر باصطفافات 2005.. هل يعود مشهد 8 و14 من جديد؟
منذ التظاهرة التي شاركت فيها الأحزاب المسيحية المُعارضة لـ “حزب الله” أمام الصرح البطريركي في بكركي وكلمة البطريرك الراعي التي شكّلت منعطفاً في الموقف من الحزب، كثرت الاسئلة الجدية حول ما إذا كان لبنان قاب قوسين او أدنى من عودة الاصطفافات السياسية واستعادة الانقسام التقليدي بين فريقي “الثامن من آذار” و”الرابع عشر من آذار” بعد سنوات من تشتت هذه القوى وتداخلها.
تلوح في الأوساط الاعلامية والسياسية الداخلية أجواء من التحرّكات المشابهة لمرحلة العام 2005، الأمر الذي بدأ يتظهّر من خلال بعض التصريحات الجريئة المرتبطة بسلاح “حزب الله” والتي تركّز على عبارات تحرير لبنان من الهيمنة الايرانية. ووفق مصادر مطلعة، فإن الانشطار السياسي التقليدي عائد بشكل حاسم لا جدال فيه، لا سيما في ظل الشعارات الاستراتيجية التي باتت مطروحة في الساحة اللبنانية والتي ينقسم حولها اللبنانيون او يتوحّدوا على اختلاف انتماءاتهم، إذ أن التيار “الوطني الحر” و”المردة” و”حركة أمل” قد يجدون أنفسهم، رغم الخصومة السياسية، يقفون على نفس الجبهة ضمن خط استراتيجي واحد، في حين أن اطرافاً أخرى كتيار “المستقبل” و”القوات اللبنانية” تجمعهما جبهة اخرى موّحدة وخط استراتيجي آخر، ما يعني حتماً عودة الاصطفاف السياسي من جديد.
“القوات اللبنانية” مأزومة… فهل أخطأت حساباتها؟
القوات اللبنانية تمضي بلا تردّد في طريق اللاعودة
من هنا، ترى المصادر أننا على أبواب انقسامات ستتفاعل بصورة أكثر وضوحاً في المرحلة المقبلة تمهيدا للانتخابات النيابية التي تتطلّب فرزاً جديا ستعمل القوى الاقليمية والداخلية على تعزيزه ،من اجل احداث نقلة نوعية في نتائج الانتخابات لمصلحة خصوم “حزب الله”.
في المقابل، تتحدث أوساط أخرى عن وجهة نظرها حول شكل الانقسام، فتشير الى ان هذه الشعارات الاستراتيجية هي حاجة آنية ولن تستمرّ لفترة طويلة، اذ ان الانقسام في لبنان يأخد اتجاهات مختلفة، ومن يرى التحركات الشعبية في الشارع يستنتج ان بعض الاطراف تتلاقى من ساحتي 8 و١٤ بهدف الضغط على الرئيس ميشال عون لتسهيل عملية تشكيل الحكومة.
بالنتيجة يمكن القول أن الانقسامات متشعبة ومتعددة ولديها اكثر من وجه ومن غير الممكن تحديدها بسهولة خصوصا في مرحلة الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه لبنان والذي يضع كل القوى السياسية تحت ضغط هائل يجعلها مأزومة وبحاجة الى زيادة التجييش الشعبي وتأجيج الخصومات الافتراضية لشدّ العصب من حولها.