لبنان

ماذا حملت مذكرة “التيار” الى السفير البابوي؟

نشرت “المركزية” مقالاً عن زيارة النائب سيزار أبي خليل والوزير السابق منصور بطيش الى السفارة البابوية، مشيرة الى مذكرة سلماها الى السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتاري من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

وبحسب الوكالة، أشارت الى أنه “ثمة من توقع أن يكمل الوفد مساره نحو بكركي لكن ذلك لم يحصل. وبعيداً من التحليلات التي كتبت بالحبر الأسود كان الرد بحبر الحقيقة من الوزير السابق منصور بطيش الذي بادر عبر “المركزية” إلى السؤال عن كيفية التكلم عن مضمون رسالة لم يقرأها المتلقي بعد”.

واستغرب بطيش التحليلات التي أوحت وكأن الجسور مقطوعة بين بكركي والتيار الوطني الحر وقال: “نحن تحت سقف بكركي ولم ولن نسعى يوماً للقوطبة أو الإلتفاف على مواقف البطريرك الراعي. وأنصح كل من يحاول أن يشوه تلك العلاقة أن يخيط بغير هالمسلّة”.

بطيش ذكّر بالزيارة التي قام بها وفد التيار إلى بكركي لمناسبة عيد مار مارون وكان من ضمنه حيث كان تأكيد على الدور الذي تؤديه بكركي وعلى الدروس والعِبَر التي تصلح لكل زمان ومكان، ولفت إلى تشديد الوفد على مفهوم التلاقي للبحث عن حلول ومخارج لأزماتنا والإستنارة بحكمة البطريرك”. أضاف:” نحن تحت مظلة بكركي، ويدنا ممدودة للجميع. والبطريرك هو بمثابة قائدنا الروحي والزمني ونسترشد بكلامه ونتعاطى معه بكل احترام على رغم الإختلاف الذي يطرأ أحيانا على بعض المواقف. لكن هذا لا يعني أننا على خصومة معه، أو أننا نقاطع بكركي كما حاولت بعض الأقلام تحليل الزيارة في الأمس إلى السفارة البابوية”. وكرر:”للمرة الأخيرة، بكركي مرجعيتنا وباقية في الوجدان”.

في مضمون المذكرة الكثير من الكلام المكتوب “بالحبر الأبيض أي حبر الحقيقة والقناعة بدور الفاتيكان في إنقاذ لبنان من محنته”. ورداً على التحفظ عن مضمون المذكرة قال بطيش: “هل يجوز أن نفصح عن مضمون رسالة قبل أن يقرأها المتلقي؟ الحال نفسها في مسألة المذكرة”.

لكن ماذا بعد أن قرأها السفير البابوي؟ يكشف بطيش عن “تجديد الشكر وتأييد كلام البابا فرنسيس أمام أعضاء السلك الدبلوماسي، حيث أعطى لبنان حيزاً مهماً وعبّرعن أمنيته بأن يشهد التزاما سياسيا، وطنيا ودوليا، يساهم في تعزيز الاستقرار في بلد يواجه خطر فقدان هويته الوطنية والانغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية. وكان لافتاً في عباراته عن بلاد الأرز وضرورة الحفاظ عليها وعلى هويتها الفريدة من أجل ضمان شرق أوسط تعددي متسامح ومتنوع”.

ويضيف: “كما كان تركيز على ضرورة المحافظة على المكون المسيحي لأن إضعافه يهدد بالقضاء على التوازن الداخلي وعلى ضرورة إبعاد لبنان عن التأثيرات الخارجية وإخراجه من الصراعات إلا في ما يتعلق بالصراع مع العدو الإسرائيلي”.

كلام يُفهم منه أن ثمة تلاقياً في مطلب الحياد الإيجابي الذي طرحه البطريرك الراعي. وتابع: “ومن قال أننا لم نردد هذا الكلام أمام سيدنا عندما زرناه في بكركي منذ حوالي الأسبوعين؟ نحن مع فكرة إخراج لبنان من الصراعات وتحييده عن صراعات المنطقة لكن ضمن أطر التفاهم الداخلي وهذا يتطلب الجلوس الى الطاولة لمناقشة مسألتي الحياد الإيجابي وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتحدة”.

وقبل أن يختم كشف بطيش عن تضمين المذكرة بنداً أساسياً يتعلق بالأزمة الإقتصادية والإجتماعية وربطها بأزمة النازحين السوريين وقال: “طالبنا الفاتيكان بإيجاد حل سريع لمساعدتنا في حل أزمة النازحين نظرا إلى الخسائر التي يتكبدها لبنان سنويا خصوصا مع ارتفاع سعر الدولار والتي وصلت إلى 40 مليار دولار بعدما حدد البنك الدولي في تقريره السنوي الكلفة ب 900 مليون على المالية العامة و3 مليارات على الاقتصاد اللبناني”.

الرسالة وصلت فهل تفتح صفحة جديدة وتتلاقى الأجوبة مع دعوات بكركي؟ غداً لناظره قريب.
المصدر: المركزية

مقالات ذات صلة