لبنان

الحديث عن فشل المبادرة الفرنسية والاستعداد الروسي للتدخل: تضخيم اعلامي مقصود

منذ اسابيع قليلة بدأ الحديث عن ان المبادرة الفرنسية والدور الفرنسي في لبنان لن يستمرا فترة طويلة وان فشل باريس في الوصول الى حل سريع سيؤدي الى دخول روسي الى الساحة اللبنانية بالتنسيق مع الاميركيين.

واشارت المصادر الذي سوقت لمثل هذا السيناريو الى ان نهاية شهر شباط ستكون نهاية الفرصة التي اعطيت للفرنسيين لتحقيق انجاز في الحياة السياسية اللبنانية ولحل الازمة الحكومية.

في الواقع، تسعى موسكو لدور في لبنان، وهي تنظر الى هذا البلد من منظار دورها في سوريا، لذلك تجدها مهتمة مثلا بالاستثمار في شمال لبنان اكثر من غيرها من المناطق. كما ان موسكو ومنذ بداية الازمة في لبنان تبحث وبهدوء عن دور في هذه الساحة من دون ان يشكل هذا السعي اي تصادم مع الاميركيين.
باريس تستعيد المبادرة؟
باريس عائدة بزخم!

مشكلة الدور الروسي عند الاميركيينن انه يسعى لأخذ نفوذ في ساحات نفوذ حلفاء واشنطن، وليس الى تقاسم النفوذ مع طهران في مناطق نفوذها، كما يحصل في سوريا ويرضي الولايات المتحدة.

ووفق مصادر مطلعة هناك حراك سياسي روسي متصل بالساحة اللبنانية لكنه غير ناضج بعد، وليس مرتبطا عضويا بالدور الفرنسي وفشله.

وتقول المصادر ان من يربط الدور الروسي بتنسيق جدي مع واشنطن للالتفاف على دور فرنسا، يتناسى ان الاميركيين اليوم يعملون بشكل جدي جدا من اجل ارضاء الاوروبيين ، وعلى رأسهم باريس، وان ادارة بايدن قد تتجه الى توتير العلاقة مع موسكو في اكثر من ساحة وليس التنسيق معها وفتح ساحات النفوذ لها.

وتعتبر المصادر ان بعض السياسيين في لبنان وبعض الاعلام ضخموا فكرة التدخل الروسي واعطوه اهمية كبرى، لان من مصلحتهم اظهار عدم اهتمامهم بالمبادرة الفرنسية والسعي للحصول منها على مكاسب سياسية اكبر.

حتى ان الترويج لقدرة الروسي على الانجاز غير منطقية بحسب المصادر نفسها، فالتوازنات الاقليمية والداخلية الدقيقة، تجعل من الصعب الوصول الى حل بمجرد الضغط على الافرقاء السياسيين، ومن قال اصلا ان قدرة موسكو على الضغط هي اكبر من قدرة باريس؟
lebanon24.

مقالات ذات صلة