بين التعلّم عن بعد والتعليم المدمج: هل يمكن انقاذ العام الدراسي؟
سنة كاملة مرت على بداية جائحة كورونا في لبنان، وسنة ونصف السنة تقريبا مرت على بداية تخبط القطاع التربوي اللبناني، فبعد تأثره بحراك 17 تشرين، جاءت الجائحة لتعريه، وتظهر نقاط ضعفه المعروفة وغير المعروفة.
فما بين التعلّم عن بعد ومشاكل شبكة الانترنت والكهرباء، بالاضافة الى أجهزة الـ”Laptops” التي لم تعرف طريقها الى كل الطلاب، والمفارقة الابدية السرمدية بين التعليم الخاص والرسمي،
فضلا عن الضائقة الاقتصادية التي حاصرت القطاع، ظهر الاشتباك السياسي بأبهى حلله بين الوزارة ومركزها التربوي للبحوث والانماء، فغابت المنصة الموحدة، وضاع تحديث المناهج لتظهر العشوائية والتخبط ، ويبقى تلامذة لبنان في حالة تأهب دائم فلا هم ولا نحن نعلم متى ولماذا تتم الدعوة لفتح المدارس ومتى يصبح الاصرار على التعلّم عن بعد هو سيد الموقف.
يعود ملف التعلّم المدمج مع اعادة فتح القطاعات بشكل تدريجي الى الواجهة من جديد، لتظهر الصورة ضبابية بالنسبة للقرارات الممكن اتخاذها في وزارة التربية والتعليم العالي، فالاجتماعات واللقاءات مازالت قائمة حتى اليوم، ولا قرار واضحا يحدد كيفية متابعة العام الدراسي.
فكيف سيكون المشهد؟ وكيف ستتعاطى الجهات المعنية مع كل التطورات؟
لجنة التربية النيابية غائبة عن السمع
في ظل هذه المعمعة تبدو لجنة التربية النيابية شبه غائبة عن تأدية واجبها ، فاللجنة التي كثّفت اجتماعاتها مع بداية كورونا في الـ 2020، مضى على لقائها الأخير أكثر من شهرين، وبحسب النائب ادكار طرابلسي ان “اللجنة لم تقدم اي شيء حول عودة المدارس المرتقبة قريبا، واجتماعاتها مؤجلة لأسباب لا نعرفها، اذ ان رئيسة اللجنة النائبة بهية الحريري لم تدع اللجنة لمناقشة تطورات العام الدراسي والتعلّم عن بعد.
وكمبادرة فردية، قمت ومقرر اللجنة النائب أسعد درغام بزيارة معالي وزير التربية وشددنا على ضرورة عدم العودة الى المدارس الا بعد تلقيح المعلمات والمعلمين في كافة المراحل التعليمية كما كافة التلاميذ”.
لابد من تأجيل العودة الى أواخر آذار وفق خطة مدروسة
أما أهالي الطلاب فيعيشون حالة قلق وعدم ثقة، ولا يرون مبررا للعودة السريعة الى فتح ابواب المدارس، اذ اعتبرت رئيسة اتحاد لجان الاهل وأولياء الامور في المدارس الخاصة، لمى الطويل ان “اذا أقدمت وزارة التربية على فتح المدارس قريبا، فهذه الخطوة تعتبر مخاطرة بحياة أولادنا، ونحن ندفع ثمن تقصير الدولة بحق المدارس الرسمية، فبالنسبة للمدارس الخاصة يمكن القول ان التعلّم عن بعد مع تمديد السنة الدراسية بالاضافة الى تقليص المناهج سيؤدي الى نتائج مقبولة، لكن المشكلة تكمن في المدارس الرسمية التي لم تستطع مواكبة التعلم عن بعد بسبب عدم تجهيزها من قبل المعنيين.
اضافت الطويل: “ان فشل الدولة في التخطيط ينسحب على القطاع التربوي ونحن ضحية هذا الفشل كما الاستهتار والفساد، ان خوفنا من خسارة العام الدراسي لا يلغي قلقنا الشديد على صحة أولادنا في ظل صورة ضبابية عن انتشار الوباء في لبنان”.
كما دعت باسم أهالي الطلاب وزير التربية “الى التروي وعدم التسرّع في قرار فتح أبواب المدارس” وطالبت “تأجيل التعليم المدمج الى اواخر أذار كحد أدنى ضمن خطة صحية وتربوية واضحة، شفافة ومدروسة”.
مقبلون على مرحلة تفش كبير
وفي المعلومات الطبية أشار الاختصاصي بالأمراض القلبية والصدرية الدكتور كرم كرم اننا “امام مجازفة كبيرة، اذ ان الوباء ما زال جديدا، واساليب تعاملنا معه تتغير من يوم الى اخر، وفي وقت ما زلنا في مرحلة التلقيح الأولي من غير المحبب ان تفتح المدارس ابوابها، اذ ان هذه العملية ومن دون اي شك ستؤدي الى تفشي الوباء بنسب متقدمة جدا.
ان الخطر على حياة التلاميذ ليس اكيدا كما لا يمكن نفيه، فالدراسات تتغير بشكل سريع ومن المحتمل ان الرأي العلمي العالمي القائل بعدم التأثير الكبير للوباء على الاولاد قد يتغير ويتبدل،
لكننا ولليوم نؤكد عدم خطورة كورونا على الأطفال، انما المشكلة تكمن في أنهم سيصبحون ناقلي عدوى صامتين، وعندها سيرتفع عداد الاصابات والوفيات”.
وأضاف كرم ” كطبيب أدعو وزير التربية الى عدم فتح المدارس ابدا في هذا العام الدراسي، رغم ادراكي سلبيات هذا القرار على القطاع التربوي، فالنتائج قد لا يتحملها أحد”.
lebanon24.