لبنان

بعد زيارته الى الإمارات… الحريري سيعود بموقف ثابت

لم يكن ارتفاع سعر صرف الدولار المفاجىء وبشكل متسارع نسبة الى الليرة اللبنانية، والذي سبق قرار رفع الدعم عن المواد الغذائية وبعض المواد الاساسية سوى الانذار الاقوى قبل دخول لبنان في حلقة انهيار شاملة من الصعب الخروج منها بسهولة.ورغم تفاقم الأزمات وتداعياتها السلبية على الوضع المعيشي في لبنان يبقى تشكيل الحكومة عالقاً ما بين الشروط والشروط المضادّة.

وفق مصادر مطّلعة فإنّ المساعي اليوم قائمة حول تأمين اقتراح جدّي لحكومة مؤلفة من عشرين وزيراً يرضى بها الرئيس المكلف سعد الحريري الذي لا يزال حتى اللحظة متمسّكاً بطرحه لحكومة رشيقة من 18 وزيراً.
مما لا شك فيه ان المعضلة الاساسية في عملية اقتراح حكومة عشرينية يرضى بها الحريري تتمحور حول كيفية اخراج هذه التشكيلة من دون ان يكون للتيار “الوطني الحر” ورئيس الجمهورية “الثلث المعطّل” فيها، خصوصا وأن منطق الامور يبدو انه سيؤدي حتماً الى حصول هذا الامر، ذلك ان عدد المسيحيين في التشكيلة الحكومية سيكون عشرة، وفي أسوأ الاحوال سيحصل “الوطني الحر” على ستّة وزراء في حين ان الوزير الأرمني سيكون من حصة التكتل والوزير الدرزي أيضا.
وهنا تكمن المشكلة، إذ ثمة صعوبة جديّة تواجه الحريري في منع رئيس الجمهورية من الحصول على الثلث المعطل، لذلك فهو يرى أن الموافقة على حكومة عشرينية سيفتح الباب أمام مفاوضات طويلة ومُرهقة قد لا تمكّنه من تحقيق النتيجة المرجوّة، الامر الذي يجعله مصرّا على حكومة 18 يستطيع من خلالها المناورة على الثلث المعطّل!

أما لجهة توزيع الحقائب، تظهر العديد من الاقتراحات أهمها أن يكون وزير الداخلية شخصية مسيحية يوافق عليها عون من دون أن تستفزّ الرئيس المكلف، ولكن هل يقبل الحريري بهذا الاقتراح؟ لا يبدو موقف الأخير واضحاً من مسألة الحقائب ولم يصر الى تسريب أي معلومات حول رغبته في التنازل عن بعض شروطه في حال استطاع انتزاع تنازل كامل من التيار عن الثلث المعطل.

في المحصلة، لا تزال الغرف السياسية تشهد نقاشات جدية حول الحكومة العشرينية، بالرغم من موقف الحريري و”تيار المستقبل” الحاسم في هذا الشأن، لكن ذلك لم يمنع من وضع مسودة حكومات لاقتراحها على الحريري الذي أعلن عن زيارته ولقائه بولي عهد دولة الإمارات العربية المتحدة ما قد يدعم موقفه الحكومي ويجعله اكثر صلابة في المفاوضات الداخلية.
lebanon24

مقالات ذات صلة