لبنان

حريق طرابلس فرصة تستغلها السلطة لاخماد الثورة؟

لم تحد السلطة عن نهج الاعتباطية بالتعاطي مع طرابلس القائمة على التقصير الفاضح والتعويض عنه بالقسوة المفرطة، بل كشفت أحداث طرابلس الأخيرة الهوة السحيقة والغربة المقيتة التي يشعر بها ابناء العاصمة الثانية في وطنهم.

لا تجد السلطة السياسية ضرورة للتعامل مع أزمات طرابلس الا من خلال البعد الامني فقط، لا تجد بأن طرابلس مرت بقطوع خطير وبأن الإستمرار في سياسة الإهمال والتهميش سيؤدي مستقبلا إلى أحداث أشد عنفا وتفلتا، فزيارات المسؤولين إلى المدينة بعد لسعها بنار الجوع والبؤس قبل حرقها بلهيب الاحتجاج الاخير كما التباكي على حالها ليس الإجراءات الناجعة ابدا.
علاقة طرابلس بالدولة وأجهزتها عبارة عن حب من طرف واحد، محكومة بمعادلة الحرمان والأمعان في الظلم كما تهم التطرف والدعشنة حاضرة وجاهزة عند ارتفاع الصوت احتجاجا، ما يؤكد عدم إصلاح الوضع واستقامة الأمور دون تلبية المطالب وايلاء الشأن المعيشي الاولوية في المعالجات.
“المستقبل”: للذين يراهنون على استدارج طرابلس الى الفوضى فأهل المدينة لن يجاروا لهذا المخطط الدنيء
الرؤساء السابقون للحكومة: هناك من يستغلّ غضب الناس لإشعال الفتنة وطرابلس لن تكون مغلولة الأيدي

من المعيب تمييع حقوق طرابلس وحصرها بالأضرار المادية، على أهمية هذا الجانب، والمطلوب مراجعة حقيقية والإقلاع عن نهج تراكم منذ سنوات مع طرابلس وراكم معه كما هائلا من المشكلات من الصعب معالجتها بجولات تفقد واستطلاع.

أمام هذا الواقع، تبرز مخاوف جدية بين مجموعات التحركات الشعبية في طرابلس من نوايا امنية مبيتة لتصفية الحسابات، فما ظهر من توقيفات لعدد من الناشطين في الساعات الاخيرة على خلفيات إحراق السراي وبلدية طرابلس يثير القلق من استغلال الظرف ومحاولة اخماد التحركات الشعبية في طرابلس منعا لتجددها من جديد، وهذا ما يؤدي الى صب الزيت فوق نيران الغضب الشعبي.
المصدر: خاص “لبنان 24”
lebanon24

مقالات ذات صلة