لبنان

مرفأ طرابلس منصّة بحريّة لأوروبا والعمق العربي.. المدينة قبلة أنظار العالم

أن تعتمد شركة الشحن الفرنسيّة العالميّة CMA CGMمرفأ مدينة طرابلس شمال لبنان، كمحطّة أساسيّة لسفنها في شرق المتوسط، لخطّين بحريين في اتجاه أوروبا والعمق العربي، فهذا حتمًا ليس خبرا  عاديا في زمن القحط اللبناني على كلّ المستويات، خصوصًا أنّ الشركة الفرنسية من بين أبرز الشركات العالمية  لنقل الحاويات والشحن .

 

من يعرف خصائص مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان، التي تضم معرضًا دوليًّا ومرفأ ومصفاة فضلًا عن مطار القليعات، لا يستغرب الخبر، الذي قد يكون وقع كالصاعقة على أولئك الذين عملوا وما  زالوا  يعملون على حرمان المدنية من لعب دورها، وهي المرشحة لتشكّل منصّة لإعادة أعمار سوريا.

 

في المقابل أثار الإعلان عن الخبر اهتمام رجال الإقتصاد في لبنان، فتوجّهوا إلى هناك، حيث عُقد لقاء موسّع في غرفة التجارة والصناعة في المدينة، شارك فيه عددٌمن الخبراء الإقتصاديين والهيئات المعنيّة، من بينهم  الخبير المالي والإقتصادي الدكتور بلال علامة الذي ثمّن في حديث لـ “لبنان 24” مهمّة المرفأ هذه، بما تحمله من آفاق إقتصادية واعدة للمدينة وللبنان، واصفًا ما حصل بأنّه شمعة وسط الظلمة.

 

يشير علامة إلى عراقيل استنبطها أهل الحل والربط في الفترة الأخيرة بعد كارثة إنفجار مرفأ بيروت، متذرّعين تارةً بنقصٍ في الأجهزة وتارةً بمشاكلَ تقنية، فراحوا يحوّلون البواخر إلى مرافىء أخرى، ولم يكن أحد ليتوقع أن تختار الشركة الفرنسية مرفأ طرابلس “وما حصل بادرة خير، ونتاج عمل وجهد مشترك بين الغرفة وإدارة المرفأ ونقابات عمال المرفأ”.

 

يلفت علامة إلى أنّ المرفأ يشغل 30 % فقط من طاقته “والمحطّة المعتمدة من الشركة الفرنسيّة على قدر كبير من الأهمية، كخط نقل، وكمحور توزيع في آن، بمعنى أنّ المرفأ اعتُمد لإفراغ الحاويات، ومن ثم إعادة تحميلها على بواخر صغيرة، وتحويلها الى 15 موزعًا، بين ترانزيت ونقل وتوزيع. وهذا الدور للمرفأ كمنصة للخطّينالبحريين من شأنه أن يوفر فرص عمل ودورة اقتصادية”.

 

اعتماد مرفأ طرابلس بنظر علامة يمثّل حالة فريدة، أتت بخلاف السياق العام الحاصل، “خصوصًا أنّ المنظّمة الأورومتوسطيّة جمّدت نشاطاتها في سياقنا الجغرافي”. وعلى رغم أهمية هذه الخطوة من قبل الشركة الفرنسيّة “إلّا أنّ المخاوف والهواجس موجودة، ومصدرها محلّي، من هنا وجب التعاطي بدقّة مع الموضوع، والإبتعاد عن سياسة وضع العصي في الدواليب واختراع حجج واهية، أو الإستمرار بالفساد والإستنسابية في التفريغ وإعادة التوزيع”. خصوصًا أنّ الماضي القريب والبعيد سجّل تعاملًا مع طرابلس وفق خلفيات سياسية وطائفية، أعاقت ما سمّاه علامة “الخمسة ميم” أيّ المعرض والمرفأ ومطار القليعات ومصفاة طرابلس والمنطقة الاقتصادية الخالصة، فعندما طرحت هذه المنطقة منذ حوالي سنتين أصرّ رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل على سحبها إلى البترون.

 

تبقى الإشارة إلى أنّ الخط الأول للشركة الفرنسية يسمّى”Med express”  ويمرّ بموانىء حمد (قطر)، جبل علي(الإمارات)، كاراتشي (باكستان)، نهافاشافا (الهند)، كسندرا (الهند)، جدة (السعودية)، طرابلس (لبنان)، بارايوس (اليونان)، مالطا، جنوى (إيطاليا).

 

أمّا الخط البحري الثاني، فيسمّى “megam”، ويمر  بموانىء جبل علي (الإمارات)، حمد (قطر)، الدمام (السعودية)، الجبيل (السعودية)، جدة (السعودية)، بور سعيد (مصر)، طرابلس (لبنان)، مرسين (تركيا). سيعتمد الخطّان على مرفأ طرابلس لخدمات البضائع ليرتفع معهما المعدل الشهري لسفن الحاويات التي تدخل المرفأ من 12 سفينة الى 22 سفينة.

مقالات ذات صلة