لماذا فُقد حليب الأطفال؟
جاء في “المركزية”:
يعاني المواطن اللبناني منذ مدة من انقطاع الأدوية الضرورية والتي تعالج الأمراض المزمنة ما دفع الكثير من القلقين على صحتهم الى تخزين الادوية في منازلهم. وخلال الأيام الماضية قفزت الى الواجهة أزمة انقطاع حليب الأطفال، على رغم أنها ليست جديدة. فاللبناني إن تمكّن من تأمين ثمن الطعام لأولاده، ظهر أمامه همّ إيجاده، ما يدفع بالبعض إلى استخدام القوّة احيانا لتأمينه.
نقيب الصيادلة غسان الأمين وصف الوضع الحالي “بالكارثي مع انقطاع الحليب وأدوية الأمراض المزمنة”، شارحاً لـ”المركزية” أن “ثلاثة من كبار وكلاء حليب الأطفال يشكّلون 80% من السوق، إثنان منهم يسلّمون الحليب لكن بكميات قليلة لأن لا بضائع كافية في مستودعاتهم، والسبب أن مصرف لبنان لا يوافق على طلبات الاستيراد بالسرعة المطلوبة في المقابل الطلب كبير جدّاً، لأن المواطنين يتخوّفون من ارتفاع الأسعار ستة أضعاف حيث تمّ الحديث عن رفع الدعم نهاية السنة الفائتة أو ترشيده ولم تطرأ أي مستجدّات في حين أن الناس تعيش في قلق، بالتالي يتهافتون لشراء أكثر من الحاجة بهدف التخزين، هذا أدّى إلى خلل بين العرض والطلب. إذاً حاله حال مختلف الأدوية الضرورية لذلك نلاحظ انقطاعاً فيها”.
ولفت إلى أن “الفاتورة الدوائية في لبنان تقارب المليار و400 مليون دولار، والأدوية التي خلقت أزمة تلك التي يحتاج المريض إلى تناولها يومياً ولا يمكن الاستغناء عنها وتشكلّ فاتورتها ما قيمته 300 مليون دولار تقريباً، مثل أدوية الأمراض المزمنة وكورونا والحليب… لذا المطلوب تحييد الأدوية المدرجة ضمن هذه الفئة عن البازار إذ حيناً يقال أن الدعم سيرفع وأحياناً أخرى أنه لن يحصل راهناً ولا يزال لدينا احتياطي لدعم الأدوية وكلّ يوم يصدر رقم مختلف عن قيمته… المسؤولون لا يعرفون شيئاً عن الأرقام والحلول ولا يمكن أن يعيش المواطن في المجهول”.
وعن الخطّة التي رفعت إلى مصرف لبنان المتضمّنة لائحة من الأدوية تغطي حاجة السوق وتخفف عن كاهل مصرف لبنان والتي شاركت فيها وزارة الصحة ولجنة الصحة النيابية والنقابات المعنية، أوضح الأمين أن “لا جواب عليها بعد مرور أكثر من شهر”.