حريق طرابلس مقدمة لدخول جهنم الموعودة
المطر الغزير لا يفي بتبريد قلوب ابناء طرابلس بعدما التهمت نيران الحقد مبنى البادية بصفته معلما عمرانيا شاهدا على أصالة المدينة، ولن يسعف انتظار الدولة كون طرابلس اعتادت على التعسف والظلم وإنما الجديد تقديمها كنموذج لجهنم التي بشر بالوصول إليها رئيس الجمهورية.
وبات من المؤكد تسابق أركان إلى استغلال نكبة طرابلس على غرار كل جوانب وأطراف الجهنم اللبنانية. فالكل يذكر توصيف رئيس الجمهورية انفجار بيروت بكونه فرصة لانفتاح العالم على لبنان، و طرابلس لن تكون أفضل بمطلق الأحوال، كما بات من البديهي شحنات العواطف الجياشة التي لا تعطي فقراء كسرة خبز تقي جوع أطفالهم.
حرق طرابلس بنيران التجني لا ينفصل عن مجموعات الرعاع التي اجتاحت شوارع المدينة ليلا وافتعلت جريمة حرق البلدية. والملفت ان أجهزة الدولة لم تبدل من سلوكها المهمل والمستهتر حيث كان ينبغي إدراك مخاطر الفلتان الذي غزا الشارع منذ ليلة الشغب الأولى.
يمق: إحراق مبنى البلدية هو إحراق لطرابلس ونطالب المعنيين بكشف الملابسات
دياب: لا تكفي الإدانة لتعويض طرابلس والتحدي الآن بفتح تحقيق يحدّد المسؤوليات
حريق طرابلس بمثابة المشهد الأول لفيلم جهنم الموعودة، حيث التمادي المقزز لسلطة مجرمة بحق شعبها. فاستغباء الناس والادعاء بالحرص على سلامتهم عبر الإغلاق التام من دون تقديمات الهبت الشارع من جديد وادت إلى اندلاع الشغب ودبت الفوضى.
انتقاء مبنى بلدية طرابلس فضلا عن كونه جريمة بحق الإرث الحضاري يعتبر مؤشرا عن بداية غرق سفينة التايتانيك اللبنانية والمياه ستغمرها عاجلا ام آجلا، في حين من السذاجة انتظار مبادرة إنقاذية طالما ان المواطن العادي لا يجد نفسه معنيا في كل الصراعات بين الأطراف المتنازعة حاليا حول الصلاحيات والحصص.
lebanon24