بين بري وباسيل مش قصّة رمانة… هل إشتعلت المعركة؟
الى جانب الخلافات التي تحصل بين كل من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون حول ملف تشكيل الحكومة والحصص الوزارية والتسريبات الاعلامية التي أوصلت القطيعة بينهما الى حد غير مسبوق، تظهر خلافات اخرى ابطالها زعماء مختلفون، لكن المشترك بينهم هو خلافهم مع “العهد”، سواء لجهة “القوات اللبنانية” والحزب “التقدمي الاشتراكي”، او لجهة حليف حليف “التيار الوطني الحر” أي “حركة امل” الممثلة برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي على ما يبدو أن خلافه مع “الوطني الحر” بات عميقاً جدا.
هذا الخلاف، الذي حاول “حزب الله” ضبطه بعد الانتخابات النيابية الاخيرة عام 2018 ونجح في ذلك في مرحلة سابقة، عاد وانفجر مجددا بين الطرفين خصوصاً خلال حكومة الرئيس حسان دياب التي تبنّاها الوزير السابق جبران باسيل بعد مشاركته بشكل جدي في تأليفها رغم نفيه مراراً وتكرارا اختيار وزرائها، حيث اعتبر باسيل أن برّي هو المعرقل لها والعائق الاساسي أمامها الذي يمنعها من تحقيق الانجازات.
ولكن، وبعد سقوط حكومة دياب لم يتغير الوضع، بل ربما ازداد سوءاً عن السابق، اذ ان الرئيس نبيه برّي و”الوطني الحر” يواجهان أقسى مراحل الخصومة في علاقتهما السياسية من دون وجود أي سبب مباشر للاشتباك الحاصل. الا ان مصادر مطّلعة أكدت ان حالة التوتر التي اشتعلت بين الطرفين انطلقت شرارتها مع اصرار “العهد” على عملية التدقيق الجنائي، ما أشعر برّي بالاستهداف المباشر وذلك وفقاً للحملات السياسية التي قادها “الوطني الحر” والتي تعرّضت لـ “حركة امل” بشكل فاقع، الامر الذي قابله برّي بحملة مضادة في الاعلام وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أن الاخير يرى ان انكسار “العهد” بطريقة او بأخرى هو بمثابة انتصار ساحق في السياسة.
وتعتقد المصادر ان المرحلة الحالية تتظهّر بوضوح من خلال تركيز برّي على محاولات إسقاط “العهد”، وإن كان لم يُقدم بعد على خوض معركة سياسية جدية معه حرصاً على علاقته مع “حزب الله” ومراعاة “للمَونة”، غير أن زعزعة “العهد” يعني، وبحسب المصادر، رسالة واضحة على أن تخطّي “عين التينة” سياسياً لن يكون أمراً سهلاً بعد اليوم، وأن ثمة ملفات عدّة ستكون موضوع إشكالية في الآتي من الايام.
ومن هنا يبدو أن كلّا من الفريقين يسعى الى إضعاف الآخر بهدف تحسين شروطه سواء في ملفّ الكهرباء او”سيدر” او التدقيق الجنائي، الا أن المصادر ترى أن ملف الانتخابات النيابية سيكون الاكثر حماوة وحساسية على الاطلاق، ومن المتوقع ان يؤدي الى بلوغ الاشتباكات السياسية ذروتها بين الطرفين.
Lebanon 24