على الاقفال العام، تشتد الازمة الصحية يوما بعد يوم، مع الارتفاع المتواصل في عدد الاصابات والوفيات ونقص الآت الأوكسجين وتجاوز المستشفيات القدرة الاستيعابية، في حين ان المعنيين في القطاع الصحي وفي الحكومة يقولون عن وصول لقاح “فايزر” في شباط المقبل، الامر الذي من شأنه ان يساعد في مواجهة الازمة الصحية التي تعرض لها البلد.
تحتم المرحلة الجديدة في لبنان من الانتشار الكبير لوباء كورونا على الجميع تحمل المسؤولية، لذلك ما نجده من ظاهرة استخدام الأدوية لعلاج الفيروس هو منطق غير علمي لتاريخ اليوم، كون اعتماد الأدوية بكثرة يقود الى تخفيض جهاز المناعة لدى المصابين، يقول المُتخصّص في علوم الجزيئيات الذرية ونانو التكنولوجيا الدكتور محمد حمية لـ “لبنان24″، فمعظم هذه الأدوية تقلل من فعالية خلايا الدم البيضاء التي تحفز جهاز المناعة لذا نلاحظ منذ اكثر من شهرين ان عوارض الفيروس اصبحت تستمر اكثر من 12 يوما مثل الحرارة والارتجاف مما يمدد حالة الشفاء الى اكثر من 20 يوما . فالجهاز المناعي قبل تناول الأدوية يقاوم الفيروس بطريقة اقوى واسرع، وهذا ما اثبت علميا في معظم الدراسات بالإضافة الى ان اخذ بعض الفيتامينات مثل الحديد والزنك والفيتامين c يساعد في لعب دور ايجابي في تقوية المناعة . وفي أقصى الاحوال يمكن اخذ براسيتامول او بنادول عند الحاجة، خاصة وان الإكثار من الأدوية وتحديدا أدوية الالتهاب سيجعل المصابين عرضة للإصابة مرة اخرى او إطالة أمد الشفاء.
لقاح فايزر في لبنان.. ماذا سيجري في آذار؟
بشرى سارة قد تنقذ البشرية.. والدفعة الأولى من لقاح “كورونا” تصل لبنان في 1 آذار
اما في ما يخص اللقاحات، فتجدر الاشارة، بحسب الدكتور حمية، الى ان التنويع في اللقاحات هو افضل من اعتماد لقاح واحد او لقاحين، لأن ذلك يسمح في التخفيف من نسب العوارض الناتجة، الا اننا نجد دائما أن لقاح “فايزر” يأخذ حصة الأسد من اللقاحات، واذا صح هذا الامر لماذا تزداد اعداد الاصابات في أميركا يوما بعد اليوم. وهناك سؤال آخر، هل أن اللقاحات التي سيتناولها اللبنانيون هي نفسها التي تعتمد في الخارج، وماذا عن الفترة الزمنية للاستجابة المناعية والتي ما زلنا نجهلها حتى اليوم ؟
واذا كان لقاح “فايزر” يعالج التعديل الطفري للفيروس، فلماذا هذا الهلع في أوروبا والعالم من جراء ظهور تعديلات على الفيروس، يسأل حمية، وكأن التناقض يحكم العالم من نشأة هذا الفيروس، من هنا يمكن القول ان لقاحات الانفلونزا لم تحد من انتشاره منذ ان جرى التعرف على هذه السلالة من الإنفلونزا، ففي كل عام يصاب الانسان من جديد، فكيف اذا بلقاح فيروس كورونا؟
لا شك ان المعنيين في لبنان فشلوا بقراراتهم منذ البداية ، مما جعلنا ندخل نفق الانتشار، يقول حمية، وبما ان اللبناني لا يعترف بالخطأ فهذا يعني ان الأمور ستسوء مع الوقت، وللأسف حتى اللجان العلمية من اصحاب القرار ينتظرون التوصيات العالمية، فلم نر منهم اي ابتكار عملي او دراسات واقعية على الفيروس للحد من الانتشار، عدا الثناء على بعض الباحثين الذين رهنوا انفسهم بمقدراتهم الخاصة لتوعية المجتمع علميا والقيام بالابحاث العلمية. لذلك لا يفهم مدى وعي هذه اللجان لاستيراد لقاح معين دون حتى قراءة منشور علمي عن اللقاح ودراسة عوارضه ولم نسمع منهم يوما شيئا علميا واحدا جديدا لطالما ذكره الباحثون القليلون في هذا الوطن مسبقا ومرارا.
وسط ما تقدم، كثيرة هي التساؤلات حيال قرار الحكومة توقيع العقد مع شركة “فايزر” دون سواها، فلماذا لم تطلب منذ البداية اللقاح الصيني الذي يعتمد في الامارات والبحرين على سبيل المثال واللقاح الروسي ايضا وتوجهت الى “فايزر”؟ ولماذا يمول البنك الدولي فقط لقاح “فايزر” ولا يمول اللقاحات الاخرى؟ وهل ستنجح المبادرات الفردية التي اعلن عنها كل من الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في الحصول على كميات من اللقاحات بالتعاون مع حكومتي الامارات والمانيا وكيف يمكن ان يتم ذلك طالما ان الامر يحتاج الى متابعة دقيقة تتصل بكيفية الاستيراد والتخزين؟
lebanon24