جعجع انتقد مواقف نصرالله: لو فصل التيار الوطني نفسه عن حزب الله ماذا يصبح حجمه السياسي؟
أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أنه “كان من الصعب أن يبقى ساكتا تجاه مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من صواريخ المقاومة وقوله لولا هذه الصواريخ لا أحد يسمع بلبنان ويهتم به، لأن مواقفه ليست في السياسة بقدر ما هي نقطة تتعلق بوجودنا وتاريخنا وكياننا وتتناقض مع التاريخ والجغرافيا”.
ولفت في حوار مع “القدس العربي” الى أنه “لم ير في تغريدة رئيس الجمهورية ميشال عون وبيان التيار الوطني الحر من تصريحات قائد سلاح الجو الايراني إستفاقة ومحاولة للانسحاب من تفاهم مار مخايل بل إستفاقة لفظية اعلامية لأسباب شعبوية فقط لا غير”، معتبرا “أن التيار هو الوحيد الذي يستطيع تغيير المعادلة في الوقت الحاضر”، وسائلا “ماذا لو فصل التيار نفسه عن حزب الله الآن؟ ماذا يصبح حجم حزب الله السياسي؟”.
وأكد جعجع أنه “طالما الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي يقومون بتأدية مهامهم نحن بألف خير وسلامة”، لافتا الى ان “بقاء الجيش مكتوف اليدين في 7 ايار في المرحلة الماضية من دون أن أعرف لأي سبب كان يعتمد نظرية ألا نتدخل في الشؤون الداخلية حتى لو كانت أمنية لأن الجيش ينقسم.أما في الوقت الحاضر نرى أن الجيش يعتبر نفسه مسؤولا عن الأمن الداخلي قدر مسؤوليته عن الأمن الخارجي”.
ورأى أن “التشكيلة الحكومية متأخرة وهذا أمر قدرناه منذ اللحظة الاولى انطلاقا من طبيعة المجموعة الحاكمة وسعيها الى مصالحها الخاصة بالرغم من كل ما يحدث في لبنان”، معربا عن اعتقاده “أن الموضوع لا علاقة له بتسلم الرئيس جو بايدن من عدمه”.
وأكد أن “من يطرح انتخابات رئاسية مبكرة لا يطرح خطوة إنقاذية على الاطلاق، بل يطرحه إما فشة خلق وإما لغاية في نفس يعقوب لايصال مرشح معين في هذه الظروف”، لافتا الى “أن انتخابات رئاسية مبكرة هي ذر الرماد في العيون في الوقت الذي أعود للقول لسنا متمسكين ولا لحظة ببقاء الرئيس عون”.
وفيما استبعد حصول حرب في المنطقة، رأى في الاستعدادات العسكرية “رسائل تحذيرية كي لا تقدم ايران على أي خطأ وتقوم بأي عمل عسكري لا تحمد عقباه”. ورحب بالمصالحة الخليجية بين السعودية وقطر، مشيرا الى “أن عودة لبنان الى أحضان الدول العربية تتطلب منا فقط أن نعود الى سياسة الحياد التقليدية لأن كل مصالحنا هي مع المحور العربي”.
الحوار
وسئل جعجع عن اختياره الرد على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في هذا الوقت، أجاب: “منذ إندلاع أزمة 17 تشرين، طلبت شخصيا من كل المسؤولين في الحزب الابتعاد عن السجالات والمماحكات السياسية المعتادة خصوصا أن موقفنا بات معروفا من كل القضايا السياسية وبالأخص موضوع حزب الله.آثرنا الابتعاد لأن الوطن والمواطنين يمرون بأزمة غير مسبوقة ويصارعون يوميا لمجرد البقاء والاستمرار بالحد الأدنى من مقومات الحياة.إنما النقطة التي استوقفتني في آخر حديث للسيد حسن نصرالله، من الصعب أن يبقى أحدهم ساكتا تجاهها لأنها ليست في السياسة بقدر ما هي نقطة تتعلق بوجودنا وتاريخنا وكياننا. وصراحة ما إستوقفني هو أنه بعد تصريح لقائد سلاح الجو في الحرس الثوري عن أن الصواريخ في لبنان من عمل ايران، جاء السيد حسن ليقول إنه لولا المقاومة وصواريخ المقاومة لا أحد يسمع بلبنان ولا أحد يهتم به، وهو ما يناقض التاريخ والجغرافيا. لذلك أضطريت للرد ببعض الوقائع التاريخية وبعض الوقائع من عالمنا الحالي لأن هذه النقطة بالذات أبعد من السياسة، ولها علاقة بلبنان كوجود وبإشعاعه في العالم ونظرة العالم الى لبنان من خلال بعض الوجوه التاريخية التي لم أستطع تسميتها كلها والتي يعرف العالم لبنان من خلالها، إنما كانت مجرد عينة صغيرة تعبر عما كنت أقوله”.
وعن أن القوات لن تسعى الى التسلح إلا إذا إنهار الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي؟ لفت جعجع الى أن “هذه الاوقات التي نعيشها اليوم مختلفة تماما، ففي المرحلة الماضية كان الجيش اللبناني من دون أن أعرف لأي سبب، يعتمد نظرية ألا نتدخل في الشؤون الداخلية حتى لو كانت أمنية لأن الجيش ينقسم.أما في الوقت الحاضر نرى أن الجيش يعتبر نفسه مسؤولا عن الأمن الداخلي قدر مسؤوليته عن الأمن الخارجي، وبالتالي بوجود جيش كهذا وبوجود قوى الامن الداخلي الذين نراهم كيف يسهرون على الامن، من المؤكد سيحدث في بعض الاحيان بعض التخطي لكنه يبقى محدودا جدا، ولكن طبعا لدينا كل الثقة بالقوى الامنية وهذا أقصى ما نتمناه، ولذلك دعمنا لا محدود للجيش وقوى الامن الداخلي لاستمرارهم بتأدية مهامهم، وطالما هم مستمرون في تأدية هذه المهمة طالما نحن بألف خير وسلامة”.
وحول تغريدة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر من تصريحات أحد قادة الحرس الثوري الايراني وهل هي استفاقة على ما يحل بلبنان ومحاولة للانسحاب من تفاهم مار مخايل.
قال: “للأسف لا، أراها نوعاً من الاستفاقة اللفظية الاعلامية لأسباب شعبوية فقط لا غير, مجرد كلمتين تم رميهما والامور مستمرة كما هي ..التيار الوطني الحر هو الوحيد الذي يستطيع تغيير المعادلة في الوقت الحاضر. وأنا سأسأل في هذا المجال ماذا لو فصل التيار نفسه عن حزب الله الآن؟ ماذا يصبح حجم حزب الله السياسي؟ هو وكل حلفائه لا يصلون الى 40 نائبا في المجلس النيابي، فتصور أين تصبح الوضعية، كان الأجدى برئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر بدل تصدير مواقف لفظية لا تعني شيئا أن يتخذوا خطوات عملية تعني أشياء واشياء”.
وعن أجواء التوتر في الخليج وإمكانية ان تؤدي استقدام قاذفات B52 الى حرب مع ايران، قال جعجع: “أنا اشك جدا جدا أن تؤدي الى حرب مع ايران، وجود هذه الاستعدادات العسكرية الهدف منه في تقديري أولا علامات تحذيرية الى ايران أنك إذا كنت تفكرين في ذكرى اغتيال سليماني أو في الفراغ القصير الذي ينشأ عن تسلم إدارتين أميركيتين بين ذهاب ادارة وولوج أخرى، يمكنك القيام بعمل صغير فإنتبهي لا تقدمي على ذلك. فكل هذه الاستعدادات هي من جهة رسائل تحذيرية كي لا تقدم ايران على أي خطأ وتقوم بأي عمل عسكري لا تحمد عقباه ومن جهة أخرى طبعا لتحسين شروط التفاوض مقابل بعض الخطوات التي تقوم بها ايران كزيادة التخصيب مثلا أو غيرها من الخطوات العسكرية كالتي تتم في العراق”.
وحول المصالحة الخليجية بين المملكة العربية السعودية وقطر، لفت جعجع الى أنها “كانت خطوة جيدة جدا طبعا، ويسرنا أن نعود لنرى مجلس التعاون الخليجي بكامل أعضائه وعلى تنسيق اذا لم يكن كاملا إنما على الاقل تنسيق قدر الامكان، لأنه هناك بعض نقاط الخلاف تتطلب العمل عليها بشكل مستمر. إنما على الاقل قنوات التواصل باتت مفتوحة على مصراعيها، والتفاهم والتنسيق في الاشياء المتفق عليها عاد على الاقل، فكانت خطوة جيدة جدا وإيجابية”.
وعن عودة لبنان الى أحضان الدول العربية، قال جعجع: “كتير سهلة وكتير صعبة في الوقت النفسه. في الوقت الحاضر هناك صراع هائل بين المحور العربي بشكل عام الذي قوامه مجلس التعاون الخليجي ومصر من جهة وبين المحور الايراني الذي قوامه ايران وما تبقى من نظام في سوريا وبقية التنظيمات المسلحة التي جرى إنشاؤها في بعض الدول العربية.كيف يمكن للبنان أن يعود الى أحضان الدول العربية؟ بكل بساطة أن يعود الى التنسيق مع المحور العربي لأن كل مصالحنا هي مع المحور العربي. وأصلا هذا المحور لا يطلب منا الشيء الكثير، يطلب منا فقط أن نعود الى سياسة الحياد التقليدية التي كان دائما لبنان يتحلى بها، وهذا هو المطلوب”.
وحول مااذا كانت التشكيلة الحكومية تنتظر تسلم الرئيس جو بايدن، قال جعجع: “أنا رأيي لا، التشكيلة الحكومية متأخرة وهذا أمر قدرناه منذ اللحظة الاولى انطلاقا من المجموعة الحاكمة، من طبيعة هذه المجموعة وسعيها الى مصالحها الخاصة بالرغم من كل ما يحدث في لبنان، وإنطلاقا من عدم أخذها بعين الاعتبار المصلحة اللبنانية العليا. فما يجري ليس بغريب بالنسبة إلينا. ولا أعتقد أن موضوع التشكيلة الحكومية له علاقة بتسلم بايدن من عدمه لأنه في تاريخ 20 كانون الثاني/يناير، وحتى بعد استلام بايدن فهو لن يحدد سياسته بين يوم وآخر، سيستغرق ذلك أشهرا وأشهرا طويلة”.
وبين أولوية الانتخابات النيابية المبكرة وأولوية الانتخابات الرئاسية المبكرة، قال رئيس حزب القوات: “من يطرح انتخابات رئاسية مبكرة لا يطرح خطوة إنقاذية على الاطلاق، يكون يطرحه إما فشة خلق وإما لغاية في نفس يعقوب لايصال مرشح معين في هذه الظروف. إفترض أن الرئيس ميشال عون إستقال اليوم، وأنا كنت أتمنى أن يستقيل البارحة وليس اليوم، فماذا يحدث؟ يجتمع المجلس النيابي خلال أقل من 30 يوما وينتخب رئيسا جديدا. وبوجود الأكثرية النيابية الحالية من ينتخبون؟ سينتخبون إما مثل الرئيس عون أو أسوأ بقليل، فماذا يكون قد تغير في الوضع القائم حاليا؟ وبالتالي انتخابات رئاسية مبكرة هي ذر الرماد في العيون في الوقت الذي أعود للقول لسنا متمسكين ولا لحظة ببقاء الرئيس عون، وهذا يتبين في كل مواقفنا السياسية، إنما نريد التفتيش عن خطوة تغير شيئا في الواقع القائم، والخطوة الوحيدة التي تغير هي انتخابات نيابية مبكرة، لماذا؟ لأنه بعد الانتفاضة الشعبية التي تمت يفترض بالانتخابات النيابية المبكرة أن تؤدي الى أكثرية نيابية مختلفة، وأكثرية نيابية مختلفة ستؤدي حكما الى رئيس جمهورية مختلف والى حكومة مختلفة والى ممارسات مختلفة”.
وحول القضية الفلسطينية في ظل مشاريع التطبيع وإحياء صفقة القرن، قال جعجع: “برأيي، في أسوأ الحالات ستقف صفقة القرن عند ما تم تنفيذه منها فقط لا غير ولن تعطى دفعا إضافيا الى الامام. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فهي لها ثوابت والحل واضح جدا، وهو الحل الذي صدر بإجماع عربي في قمة بيروت العربية التي إنعقدت عام 2002 وهو حل الدولتين تبعا لقمة بيروت، وبالتالي يمكن للاطراف المعنية أن تضيع وقتها شمالا ويمينا، إنما في نهاية المطاف لا يمكن أن يحل القضية الفلسطينية إلا الحل الجدي الوحيد وهو حل الدولتين”.
المصدر: الوكالة الوطنية