لبنان

‏”الأخبار”.. منصّة صواريخ لـ”حزب الله”‏

“احترنا يا قرعة ..” مَثل لبناني قديم يعني الحيرة في التعامل إزاء موقف متبدّل لا ‏يُعرف أصله من فصله .‏

هذا هو حال جريدة ” الأخبار” التي فاجأت القرّاء، صباح اليوم، بمقال عنوانه ” ‏الحريري وديعة “حزب الله ” في المقلب الآخر”. نصّ سوريالي جديد ينتمي الى ‏واحدٍ من طقوس الهذيان التي اعتادها هذا المنبر . مقاربة خَلطت “حابل” ‏الهلوسات بـ”نابل” التمنّيات، من دون أن تستند ولو الى بصيص من الحقيقة . ‏

مفارقة غريبة أن تتحوّل “جريدة مهمّة” أُنشئت أساساً لمهمَة محدّدة عنوانها الدفاع ‏عن “حزب الله” والتحامل على الحريرية السياسية، الى مدار مختلف . فجأة ومن ‏دون مقدّمات تحوّل القاطن في “وادي أبو جميل” وديعة “حزب الله” في المقلب ‏الآخر” و”رجل الحزب في الخليج “.. أو “تحت جناحيه ” !!!‏

لا يختلف اثنان على ان جريدة” الاخبار ” وكتَبتها شكّلوا خط الدفاع الاعلامي عن ‏‏”حزب الله “وسياساته وارتكاباته المحلية والاقليمية . ‏

ولا يختلف اثنان في المقابل ان تلك الجريدة والذين يصيغون مقالاتها وتحليلاتها ‏وحملاتها يشكّلون الخط الاعلامي الأمامي لشتم سعد الحريري والسياسيات ‏الحريرية وفبركة التقارير الصحافية اليومية التي تستهدف النيل من الحريرية ‏الوطنية . ‏

‏ آخر إبداعات “الاخبار”، خرجت من الأوكار السياسية لحزب الله، وفاحت بكمية ‏من السموم الاعلامية التي اشتغلت على محاولة تشويه صورة الرئيس الحريري ‏لدى الرأي العام اللبناني، ولدى الأشقاء في الخليج العربي الذين تنالهم سهام وسموم ‏الحزب عبر جريدة “الأخبار “صباح كل يوم . ‏

‏ المقالة الأخيرة التي ذُيّلت بتوقيع هيام قصيفي ، وهي للمناسبة صحافية تتقن فن ‏الأحقاد على الرئيس الحريري، أباً وإبناً، من العيار الخبيث الثقيل، الذي تتدفق فيه ‏الأفكار المسمومة جملة إثر جملة، وتنبئ بوجود خطة يرعاها “حزب الله” ويمشي ‏على خطاها التيار “الوطني الحر”، ترمي الى تحطيم صورة الرئيس الحريري ‏لاخراجه من المعادلة السياسية . ‏

‏ ما نقرأه في مقالة هيام، صاروخ سياسي من صناعة “حزب الل” موجّه ضد ‏الحريري وبيت الوسط . مجرّد ان يقرأ أي انسان في جريدة هويتها مكشوفة ‏للقاصي والداني، بان الحريري هو وديعة “حزب الله “في الخليج ، يدرك فوراً ان ‏الحزب يخطط لشيء ما يستهدف الرئيس الحريري ، ويتقاطع مع المعلومات ‏والتحليلات التي نشرت في غير موقع اعلامي وأدلى بها غير مقرّب من الحزب ‏والتيار “الوطني الحر” ، بوجود خطة مدروسة لإسقاط سعد الحريري .‏

لفنّ الشائعات أصوله التي تُدرّس في الجامعات . كي تنجح في ترويج شائعة أو ‏كذبة تحتاج في أي نص الى فكرة واحدة ، على الأقل، تنتمي الى الواقع لتبني عليها ‏ما تبقّى من أضاليل . أما أن يخلو النصّ، كل النصّ، من حقيقة واحدة، فمصيره ‏بالتأكيد سلّة المهملات والتمنّيات .. التي لن تتحقّق .‏

سؤال برسم “الاخبار” والحزب معاً؛ هل أصبحت تهدئة الشارع السني – الشيعي ‏تهمة يحاسب عليها سعد الحريري لتقذف في وجهه تلك المقادير من الخبائث ؟ ‏

وهل تتصوّر الغرف السوداء التي تنظّم هذه الحملات، ان في مقدورها تشويه ‏صورة الطيبين والأوادم ، واستدراج الرئيس الحريري الى محور العداء للعرب ‏والعروبة والتنكر لدول الخليج العربي وقياداتها ورموزها القومية ؟ ‏

وهل يفترض أصحاب أقلام النفاق ان سعد الحريري لا يعلم من قتل والده الشهيد ‏وفي أي وكر مخابراتي سليماني جرى التخطيط للجريمة وتنظيم القتلة ؟ ‏

‏ لقد طرد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودائع النظام السوري من قريطم ، وعلى ‏‏”الاخبار” ومن يموّلها ويقف وراءها أن تعلم أن لا مكان في بيت الوسط لأي وديعة ‏ايرانية مهما علا شأنها، وأن الرئيس الحريري هو وديعة المصلحة اللبنانية الوطنية ‏في كل المحافل العربية والدولية .‏

في ذروة صراعه مع الحزب أبى سعد الحريري أن يكون الحكم في قضية والده ‏سبباً لفتنة أو لحرب أهلية طواها رفيق الحريري نفسه . وموقفه الذي أعلنه بعد ‏الحكم جاء التزاماً بثوابت والده وليس من أجل “استئناف تطبيع العلاقة مع حزب ‏الله” . ‏

سعد الحريري المؤتمن على إرث السلم الأهلي وثابتة الاستقرار لا يقدّم “أوراق ‏اعتماد” لأحد إلا لربّه . ولا يغيرنّ في مسلّماته الوطنية “تكليف” من هنا أو ‏حسابات من هناك .‏

إن ما سمّاه المقال “حصراً للمعارك مع ميشال عون” في ملف تشكيل الحكومة ‏،للإيحاء بأن الحريري يتجنّب المعارك مع “حزب الله”، مردود لأصحابه . والواقع ‏أن الرئيس المكلّف أراد الالتزام بالدستور الذي “يحصر” عملية تأليف الحكومة ‏برئيسي الجمهورية والحكومة ، وليس خوفاً أو مسايرة لأحد.‏

لم تقصّر قيادات “المستقبل” وكادراته في التعبير عن اعتراضها الصارخ على ‏التصريحات الإيرانية الأخيرة التي تمسّ بسيادة لبنان ، بحكم وجود رئيس التيّار ‏خارج لبنان . أما المزايدة في هذا الخصوص فلا تنطلي على أحد وقد تقدّم سعد ‏الحريري صفوف المدافعين عن سيادة لبنان وعروبته منذ نعومة أظفاره السياسية . ‏لن يخرج ابن رفيق الحريري من جلده العربي ولن يطعن أبناء أمّته وعروبته أو ‏يتنكّر للدول التي احتضنت لبنان ولم ترسل إليه ، كما فعلت إيران ، أدوات القتل ‏والفتك والإغتيال والفتنة .‏

لقد اقتلعوا رفيق الحريري من الحياة السياسية اللبنانية بنفس الاساليب التي ‏يستخدمونها هذه الايام . وليعلموا ان اقتلاع سعد الحريري دونه أهوال لن ترقى ‏اليها صواريخ سليماني وادواته في لبنان .‏

سعد الحريري كان وما زال وسيبقى “رجل لبنان “في كل المواقع والمحافل .قدّم ‏الغالي والنفيس من أجل أن يبقى حارساً أميناً للوطنية اللبنانية ول “لبنان أولاً”. ‏ومهما اشتدّت ظروف أو تبدّلت معادلات سيبقى لقاحاً ضد “الودائع” وصانعيها ، ‏دفاعاً عن اللبنانيين المقهورين والمظلومين من سياسات الحزب ومنابره الموبوءة

Mustaqbal Web

مقالات ذات صلة