لبنان

خليل في احتفال بذكرى سليماني: مستعدون لردع عدوان يخرق سيادتنا

أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قاسم سليماني ورفاقه، باحتفال تكريمي في قاعة “رسالات” في الغبيري، حضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بيار رفول، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل، وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن، ممثل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ربيع طراف، ممثل رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الوزير السابق يوسف فنيانوس، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأب إيلي كيوان، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نائب الرئيس القاضي الشيخ علي الخطيب، ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن الشيخ فاضل سليم، ممثل كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كشيشيان المونسنيور بارين فارطانيان.

كما حضر النائبان أنور جمعة وابراهيم الموسوي، ممثل النائب عبد الرحيم مراد الوزير السابق حسن مراد، ممثل النائب الدكتور اسامة سعد خليل الخليل، ممثل النائب طلال ارسلان بلال العريضي، الوزراء والنواب السابقون: حسين الموسوي، محمد فنيش، محمود قماطي، وئام وهاب، نزيه منصور، محمد برجاوي وناصر قنديل، رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين ومسؤول العلاقات الدولية السيد عمار الموسوي، وفد من قيادة حركة “أمل” برئاسة الدكتور خليل حمدان وعضوية: طلال حاطوم وحسن قبلان وعلي عبدالله، ممثل رئيس حركة “الشعب” نجاح واكيم الدكتور أحمد قيس، أسامة حمدان ممثلا حركة “حماس”، احسان عطايا ممثلا حركة “الجهاد الاسلامي”، حامد الخفاف ممثلا المرجعية السيد السيستاني في لبنان، وفد من “تجمع العلماء المسلمين” برئاسة القاضي الشيخ أحمد الزين، رئيس “اتحاد علماء المقاومة” الشيخ ماهر حمود، رئيس بلدية الغبيري معن خليل، إضافة الى سفراء وديبلوماسيين من روسيا وكوبا وفنزويلا وسوريا وفلسطين والعراق والجزائر وممثلي أحزاب القوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وشخصيات سياسية وديبلوماسية وروحية واجتماعية.

خامه يار
بداية، تقديم من علي قصير، فالنشيدان الوطني والايراني، ثم قال المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الاسلامية الإيرانية في لبنان السيد عباس خامه يار: “إن الشهيد سليماني هو رجل تاريخي استثنائي، ترك بصمة لا يمكن أن يمحوها الزمن من تاريخ هذه المنطقة، لذا فهو يستحق منا جميعا ومن كل أحرار هذا العالم وشرفائه التكريم والعرفان بالجميل”.

فيروزنيا
بدوره، قال السفير الايراني محمد جواد فيروزنيا: “لقد مرت سنة على إحدى أفظع الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها الادارة الأمريكية، من خلال اغتيال القائد المقدام الذي يعتز به العالم الاسلامي ومحور المقاومة، الشهيد السعيد الفريق قاسم سليماني وتوأم روحه الشهيد السعيد الحاج ابو مهدي المهندس وثلة مباركة نورانية من المجاهدين الأبرار. هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بأمر مباشر وشخصي من ترامب نفسه، تمثل قمة اللاأخلاقية والنزعة الإجرامية الارهابية التي مارستها ادارته بحق الشعوب الأبية في هذه المنطقة، دفاعا وتماهيا مع الكيان الصهيوني”.

أضاف: “لا شك أن عملية الإغتيال الجبانة التي استهدفت الفريق سليماني على الأرض العراقية، حيث كان قد حل ضيفا على الحكومة العراقية، أثبتت مرة أخرى أن قوات العدوان الأمريكي على هذه المنطقة، لا تلتزم بأي ضوابط، قانونية كانت أم أخلاقية أم إنسانية، ولا تقيم وزنا للاتفاقيات الثنائية والدولية. فهي لا تكتفي بتوفير الدعم المطلق للكيان الصهيوني، بل تتكامل مع الإرهاب التكفيري في المنطقة. ولأنها كذلك، لا تتورع عن ارتكاب أي جريمة وممارسة أي عدوان. لذا، فإنه ينبغي وضع حد نهائي لوجود هذه القوات في المنطقة، لأنها تشكل تهديدا للأمن والإستقرار الإقليميين، خدمة للصهاينة ودعما للارهاب. ان طرد القوات الامريكية من العراق والمنطقة هو هدف مؤكد ومنطقي، فهو يصب في مصلحة دول المنطقة وشعوبها، وحتى في مصلحة الامريكيين انفسهم، الذين ينبغي ان يغادروا المنطقة في أسرع وقت ممكن”.

وتابع: “لقد أكدت الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ اللحظة الأولى أنها سترد حتما على هذه الجريمة الأمريكية الموصوفة، وهي ما زالت ثابتة على موقفها المحق في حتمية الإنتقام لدماء هؤلاء الشهداء البررة. ومن جهة أخرى، فقد وضعنا نصب أعيننا المتابعة الحقوقية لهذه العملية الإرهابية من خلال كل الإمكانيات القانونية المتاحة في هذا المجال، اذ ان الامريكيين لا بد أن يتحملوا تبعات جريمة العصر الكبرى التي ارتكبتها أياديهم الآثمة في حق الإنسانية”.

وقال: “إن الإنتقام الإلهي من المدبرين لهذه الجريمة والمنفذين لها، آت لا محالة. والسقوط المدوي لترامب في الإنتخابات كان المؤشر الأولي لهذا القصاص. ولا شك أن مزيدا من الذلة والهوان ينتظر ترامب وكل من تآمر معه في تنفيذ جريمته الكبرى. لقد توهم دونالد ترامب كما توهمت إدارته، أن هذا العمل الإرهابي سيوطد أمن المعتدين والصهاينة في المنطقة ويحقق مكاسب إضافية لهم، وسيضعف محور المقاومة ويشتت قواها. ولكن، وإن كانت شهادة هؤلاء الأعزاء الكبار تشكل خسارة لا تعوض بالنسبة لمحور المقاومة وللمنطقة، إلا أن الدماء الزكية التي سالت من الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، ستكون منطلقا لوثبة جديدة من وثبات محور المقاومة، كما كانت حياتهما المباركة تماما. هذه النهضة المتجددة التي ستقض مضاجع الأمريكيين والصهاينة وتمنعهم من تحقيق أهدافهم المشؤومة في المنطقة. ونحن على ثقة تامة أن دماء قافلة الشهداء هذه هي الضامن لإستمرار نهجهم الشريف وتحقق أهدافهم النبيلة، بقوة واقتدار. وأكبر دليل على ذلك هو أن محور المقاومة قد طور قدراته وإمكانياته خلال السنة التي تلت شهادة الحاج قاسم سليماني، ليصبح اليوم، واكثر من أي وقت مضى، اعظم قوة وعزما وتصميما على مواصلة الطريق بخطى ثابتة”.

أضاف: “إن الحاج قاسم رسم بشهادته المباركة معالم مدرسة فدائية مقدسة، تستلهم منها شعوب المنطقة برمتها ثقافة الجهاد والمقاومة والبذل والعطاء بلا حدود، لتصبح جزءا من مخزونها الفكري ووجهها الحضاري. وحقيقة الأمر أن الشهيد سليماني قد تحول الى أيقونة ثمينة ومثال أعلى يحتذى لقوى المقاومة والجهاد والتيارات المناهضة للاستكبار والطغيان، حيث تجاوز حضوره الآسر حدود بلاده ليستقر في قلوب محبيه ومريديه على مستوى المنطقة والعالم. هذه القوى النابضة الحية المفعمة بالصمود، لن تسمح بذهاب دماء الشهداء هدرا، ولن تقبل بوصول الصهاينة الى أمانيهم الخبيثة والغادرة”.

وتابع: “مع سقوط ترامب، ينبغي زوال ارثه المسخ من هذه المنطقة. ولا شك أن الخطوات التي قامت بها الادارة الامريكية خلال الأشهر الماضية، والتي أدت الى تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية، ستفضح أمر الامريكيين أكثر فأكثر لدى شعوب المنطقة، ولن تحقق أي إنجاز للصهاينة في ربوع الإقليم، إذ أن شعوبنا الأبية من جهة، وقوى المقاومة من جهة أخرى، لن تسمحا للكيان الغاصب أن ينال ما يشتهيه من أهداف مبيتة من خلال التطبيع، فالقضية الفلسطينية ما زالت وستبقى القضية المركزية والجوهرية لشعوبنا. وليس هناك من حل لها الا بإحقاق الحقوق العادلة والكاملة للشعب الفلسطيني، بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وأكد “الموقف الثابت والراسخ للجمهورية الاسلامية الايرانية في تقديم الدعم الكامل والشامل للشعب الفلسطيني المجاهد ومقاومته البطلة في مواجهة الكيان الصهيوني، ولقوى المقاومة الباسلة على مستوى المنطقة. وأي مناسبة أفضل من ذكرى استشهاد الفريق سليماني من أجل تجديد العهد والوعد مع محور المقاومة والممانعة في المنطقة، من لبنان الى فلسطين الى سورية الى العراق الى اليمن”.

خليل
من جهته، قال ممثل رئيس مجلس النواب: “قبل عام، لاقى القائد قاسم سليماني وجه ربه كما اراد دوما، شهيدا عاش لله وعمل للقائه، حاملا في كل حياته هموم الأمة والناس، يقضيها في الجهاد الخالص، يتمنى الوصول للشهادة. يختصر في صفاته صورة الانسان الحقيقي، الملتزم بالقيم الايمانية والاخلاقية والصدق ومحبة الناس وحمل هم المسؤولية. كما قرأنا وصيته التي شكلت دستورا للمقاومين والعرفانيين، عرفناه أكثر، الرباني الذي يصنع النصر وينتصر يوم شهادته بشوق العاشقين، وعرفنا ان مثله لا يمكن أن يموت خارج ساحات الجهاد”.

أضاف: “هو (الأشتر) للثورة، وفي لها، تواضعه في حياته لا يلغي مرادة شخصيته التي ملكت قلوب كل العارفين، وهو القائد الذي مشى إلى الله فوق الحدود وباتجاه واحد عنوانه فلسطين. مر فوق حدود التقسيم لمنطقتنا وتجاوزها، وأمسك بأحلام المخططين للسيطرة بالجرائم المشهودة، ففكك مشاريعها وأضعف انتصاراتها مرة بعد أخرى، وكل الساحات أضحت ساحته حتى أصبحت إذا سألت أي مقاوم في أي مكان من الجبهة ضد العدو، ترى أن سليماني هو شهيده الصادق الذي لم يخلف وعدا ولم يقف عند حدود وجغرافيا أو طائفة أو مذهب، بل يكفي أن تكون في معركة الحرية والتحرير والعدالة الانسانية”.

وتابع: “لقد امتلك ناصية الشجاعة كأحسن ما يكون الاقدام على الجهاد، وكان مع أخ جهاده الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس من صنع النصر وطارد الارهاب في الصحاري والجبال، في الخنادق وتحت مطر البنادق، مبتسمين للشهادة التي كانت تلوح مع كل معركة كيقين خال من السراب، كانا يستهديان إليها بوميض النار وجذوة الايمان المحمدي الاصيل الذي صقل فهمهما له بحركية التشيع العلوي الثوري. الحاج قاسم هو القائد الذي اجتمعت فيه المعرفة والشجاعة والاقدام والرؤية البعيدة واليقين الاستراتيجي والثبات العقائدي، وأبعد من ذلك كله روح الانتصار التي عممها على كل من تواصل معه”.

واردف: “لقد نشر روح الظفر بالانتصارات الكبيرة في النفوس، كما في الميادين، وبث التفاؤل في أمزجة الناس العاديين على امتداد منطقتنا بتحقيق الاهداف البعيدة، واستعادة الحقوق المزمنة والجديدة، هو القائد البارع الجريء الذي حدق في بصيرته في اعين العدو فلم تخدعه ضبابية الاشتباك وتعقد المشاريع وتزاحم الجهات. لقد نظر اقصى القوم فرأى الكيان الغاصب إسرائيل الضالع في كل شر يفتك بالمنطقة مهما اختلف لبوسه وتنوعت اساليبه من حمل السيف إلى رفع المصاحف، فحدد البوصلة والتوجه وبدأ في حياكة ثوب الترجمة الحقيقية لوعد امامنا في ابقاء القدس هي قبلتنا وملتقى قيمنا ومعراج رسالتنا، وتبقى قدسنا وقضيتنا”.

وقال: “لهذا، قاد شهيدنا تحولا كبيرا نحو عزة الشعوب وزرع بذرة الانتصارات المقبلة تحت ضوء الحقيقة التي يمثلها الايمان العميق بالحق المطلق في مواجهة الشر المطلق. إن اختيار سليماني كهدف للاغتيال لم يكن ردة فعل ولا يرتبط فقط بالأعمال البطولية الكبرى التي ادارها فحسب، بل يعبر عن خوف مما كان الشهيد قادرا على فعله، ودليل على قدرته في تحويل الوقائع والاحداث والآمال إلى حقائق فعلية ملموسة وركائز بناء تراكمية ضمن مشروع مقاومة شعوب المنطقة للمشاريع الخارجية الناظرة إلينا بعين الاستهداف المتجدد، متعدد الأوجه ومتنوع الاساليب، ومختلف اللهجات”.

وتابع: “كان استهدافه إشارة انطلاق إلى مشروعات تفخيخ المنطقة بالاتفاقيات التي تمدد السم الاسرائيلي في جسمنا. ولهذا، فإن اغتياله لم يكن يقتصر على اقصائه كفرد، بل ارتبط بمعنى المشروع الذي يحمله. لقد ارادوا باغتياله كسر المشروع المقاوم الذي مثله الشهيد في بعده الميداني، فالهدف الابعد كان القضاء على مشروع المقاومة ومحاولة إعدام الامل المتبقي للشعب الفلسطيني بتحرير ارضه واستعادة حريته. لقد كانت صرخة سليماني الاجمل تتمحور حول الثقة بالمشروع، مشروع المقاومة المحملة بالأمل قبل أن تكون مستندة إلى القدرة العسكرية والمعرفية. هذا الأمل المتجدد مع إصرار المقاومة الفلسطينية على خيار الاستعداد والمواجهة والايمان المطلق بحتمية الانتصار”.

أضاف: “إن مشاهد الاحتضان لتجربته بعد استشهاده تؤكد تقدير شعب فلسطين وسوريا التي شكل مع قيادتها ثنائية اسقطت قوى الارهاب التي عملت من أجل رهن أوطاننا لمشاريع الاعداء، كل هذا الاحتضان يؤكد انتصار فضائله وبطولاته وهزيمة العدو في مماته كما في حياته. وإيران التي نزلت بناسها لتؤكد عرفانها للشهيد، ما زالت رغم كل الحصار والتهديدات تثبت حضورها وقوتها وقدرتها على التحدي، واستعدادها للدفاع عن سيادتها وحرية شعبها ودورها الحاضن لمشروع المقاومة. وفي الوقت نفسه، تبقى في كل لحظة الداعية الصادقة إلى عودة جيرانها ومحيطها إلى صيغة التفاهم والاتفاق على حماية مصالح دولها، بعيدا عن المراهنات للخارج الذي يريد السيطرة على شعوبها وثرواتها”.

وقال: “إيران بقيادة السيد خامنئي، الداعمة لحقوق شعبنا في مقاومته، ستبقى عصية على التهديدات وقادرة على تحقيق آمال شعبها الأبي وحاضنة دائمة لقضية فلسطين. من هنا، من قلب بيروت التي عشقها الحاج قاسم وضاحيتها، والتي شهدت على صموده معها خلال عدوان تموز 2006، المدينة التي تحولت من خلال شراكة الانتصارات التي نسجها المقاومون في ما بينهم والشهداء في ما بينهم، إلى عاصمة المقاومة، نؤكد أن مشروع المقاومة الذي كان الحاج قاسم احد رموزها المباشرين مستمر لا تهزمه اغتيالات القادة لأنه مشروع متين البنيان، يعرف القادة والجنود فيه انهم منتصرون لا محالة، إما باستعادة الحقوق وتحقيق الوعد المضمون أو بالشهادة التي يبدأ فيها طريق الحياة الأبدية”.

وأردف: “من هنا نعود بالامتنان والتقدير من شهادة الشهيد سليماني وابو مهدي المهندس إلى سلسلة طويلة من الشهداء اصحاب الفضل في انتصاراتنا، منذ أن قدم الينا الامام السيد موسى الصدر ومعه الشهيد شمران حاملا كتابه وبندقيته بيديه لحماية الارض والعرض، وفي عينيه كل آمال التحرر والتحرير التي اطلقنا صداها في فضاء لبنان كما أرادنا، مستعدين متمسكين بعناصر قوتنا جيشا وشعبا ومقاومة، لاستكمال التحرير وردع العدوان الذي يهدد ويعمل على خرق سيادتنا”.

وختم: “في هذه اللحظة اللبنانية الحرجة، نحن في حاجة إلى استكمال أدوار مؤسساتنا بمزيد من الوعي والمسؤولية والترفع عن المصالح الخاصة لنعيد ثقة الناس بالدولة وأدوارها ونحمي استقلالنا الحقيقي”.

وجدد ب”اسم حركة أمل ورئيسها دولة الرئيس نبيه بري التحية إلى الشهداء القادة في يومهم، وعهدنا أننا على موعد جديد بالانتصار وكسر مخططات اعداء وطننا وأمتنا”.

حمود
من جهته، قال حمود: “إن الله يريد لهذه الأمة أن تحدد خياراتها، وأن تكون أولويتها اليوم فلسطين، فمن تقرب منها هو على طريق الإسلام، ومن بعد عنها كأنه خذل الإسلام”.

أضاف: “تستكثرون على الشهيد سليماني أن يكون شهيد القدس، فالقدس أكبر من أن يختذلها وطن أو طائفة”.

ودعا إلى “التخلي عن العصبيات والمذهبيات والحزبيات وجعل المقياس فلسطين”.

حمدان
وألقى حمدان كلمة قال فيها: “لقد كان الشهيد سليماني أخا وشريكا للمقاومة الفلسطينية وقامة تعرفه ساحات المقاومة، لم نعرفه عن بعد ولا في صالونات السياسة والمجاملة، بل في ساحة المقاومة والجهاد. في الساحة التي فر الكثيرون منها وفضلوا أن يكونوا مستلقين في ظلال التطبيع مع الكيان الصهيوني. كان شخصية استراتيجية رؤيته واضحة، وكانت فلسطين عقله وقلبه، وكان حاضرا في الميدان، وأولوياته بناء قدرات المقاومة لتكون خط دفاع عن أمتنا. وإن أول الوفاء له هو تعزيز قدرات المقاومة، ومناورة الركن الشديد التي جرت قبل أيام والتي لم يكن الشهيد سليماني غائبا عنها لا في الإعداد ولا في غرفة العمليات هي تأكيد من المقاومة على جهوزيتها ووحدة صفها وثقتها بنصر قادم، رغم التضحيات”.

صفي الدين
وأكد صفي الدين أن “الشهيد سليماني كان موجودا في كل الميادين وفي ساحات الخطر والعطاء والتوجيه. كما أنه لم يغادر ساحات التخطيط والعقل الاستراتيجي الذي كان يتقنه، وهذه الخصوصية تقدم إلينا نموذجا نحتاجه في كل بلد من بلداننا”، وقال: “إن الفكر العالمي لا يسعى إلى جعل الأمم أمة واحدة ولا الحضارات حضارة واحدة، وإنما هو أن يقدم كل شعب أفضل ما عنده من أجل شعوب الآخرين. وهذا الفكر لا يتنافى أبدا مع منطق خصوصيات الدول، بل على العكس تماما، يعطي للدول خصوصياتها”.

أضاف: “من هذا المنطلق، جاء الحاج قاسم سليماني من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليعطي أفضل ما عند الجمهورية الإسلامية من خبرة وتجربة وسلاح وعقل استراتيجي وإمكانات لأن هدفه هو نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم”.

وتابع: “حينما نتحدث اليوم عن شخصية تاريخية وعظيمة بمستوى الحاج قاسم سليماني علينا أن نعرف كيف نحافظ على هذه الثقافة وعلى هذه المعرفة التي بنت فينا قوة كبيرة وعظيمة ليس لمحور المقاومة فقط، بل لكل دول محور المقاومة في العالم ولكل شعوب المنطقة. حينما تقوى المقاومة في لبنان يكون لبنان قويا، وحينما تقوى المقاومة في فلسطين ألا تكون فلسطين أقوى؟ حينما تكون المقاومة في أي بلد من بلدان عالمنا أقوى ألا تكون هذه الدول والشعوب قوية؟ مخطئ من يظن أن قوة محور المقاومة هي في خصوصيات مرتبطة فقط بأبناء المحور أو بمن يعتقد بهذا المحور ومجاهديه. هذه هي تجربتنا في لبنان صورايخنا وقوتنا وسلاحنا وامكاناتنا وانتصاراتنا وانجازاتنا هي من أجل بلدنا وحاضرنا ومستقبلنا”.

وختم: “إذا أردنا عزا واستقلالا حقيقيا، لا بد أن نحمي عقلية المقاومة التي تبني لنا شخصياتنا وثقافتنا وأوطاننا. لذا، نحن لا نرى مستقبلا لا للبنان ولا لكل هذه المنطقة، إلا من خلال فهم هذا المفهوم الواسع للمقاومة التي تريد أن تبني دولا وتحقق استقلالا حقيقيا لشعوب هذه المنطقة، وعلى رأس هذه القضايا في منطقتنا هي فلسطين والقدس. مخطئ من يظن أن في إمكانه أن يبني دولة في أي بلد من هذا العالم بالشكل الصحيح للكلمة من دون أن تكون فلسطين والقدس فيها أولوية”.
lebanon24

مقالات ذات صلة