أسبوع على نهاية 2020.. الحكومة بعد بايدن؟
كتبت صحيفة “الأنباء” الإلكترونية: ” أسبوع باقٍ على العام 2020 بما حمله من أزمات على كل المستويات، ليرحل مصرّاً على عدم منح أي جديد للبنانيين. ومع انقضاء ليلة ميلاد “المخلّص” فإنّ أهل الحُكم المنفصمين عن واجباتهم ودورهم أبوا أن يسمحوا بولادة خلاص لبنان، ويبدو في ظل كل ذلك أن طريق الجلجلة ما زالت طويلة، والنهاية لم تتضح بعد، إذ لا يظهر في الأفق أي خرق إيجابي يعوّل عليه للخروج من النفق المظلم، وختام العام الحالي سيكون كما بدأ، فراغ على الصعيد الحكومي.
حاول البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بناء تفاهمات بين المعنيين، الرئيس المكلّف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، لكن النيّات المبيّتة كانت أقوى، فتسللت في ليل التفاؤل لتهدم أسس التفاهم لمصلحة الحسابات الشخصية، وكأن عملية التأليف ليست واجباً دستورياً يجب أن يتمّم به رئيس الجمهورية اكتمال عقد المؤسسات لتسيير الحياة العامة ومرافق الدولة.
هذا الواجب الدستوري ذكره البابا فرنسيس في رسالته للبنانيين لمناسبة عيد الميلاد، وقد توجّه للـ”متسلطين، قضاة الأرض، نواب الشعب”، وقال لهم “أنتم ملزمون، بصفتكم الرسمية ووفقا لمسؤولياتكم، أن تسعوا وراء المصلحة العامة. وقتكم ليس مكرساً لمصالحكم، وشغلكم ليس لكم، بل للدولة وللوطن الذي تمثلونه”. معلنا نيته لزيارة لبنان قريبا.
وقد وصف عضو تكتل “لبنان القوي” ماريو عون في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية ما حصل في اليومين الماضيين بأنه “عملية تكاذب تحصل”، وقال: “يبدو أن العرقلة مردّها إنتظار الحريري لإنتقال السلطة في الولايات المتحدة الأميركية، وتولي جو بايدن سدّة الرئاسة، خوفا من فرض الإدارة الحالية عقوبات عليه إثر إشراك حزب الله، او مقربين من الحزب، في الحكومة العتيدة”، مستبعدا إحتمال تشكيل حكومة قبل وصول بايدن.
وحول الهجوم العنيف الذي أطلقه بيت الوسط وإتهام النائب جبران باسيل بالعرقلة، رأى عون أنه “على ما يبدو، ضرورات إرضاء القواعد الشعبية تدفع إلى شن الهجمات، لكننا تعودنا، إلّا أن هذه السياسة لا تصب في مصلحة البلد، في ظل الإنهيار الحاصل، والتحذيرات من التوجه نحو الأسوأ”.
أما في ما خص كلام البطريرك، فقد لفت عون إلى أن “ما يشاع عن إعطاء الرئيس عون وعودا للبطريرك، هو مجرد كلام تم تداوله في الصحافة”.
في مقابل ذلك، اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش أن “البعض يتصرف خارج الواقع، وكأنها أيام عادية، لا إنهيار إقتصادي، ولا إنفجار في بيروت، ولا 17 تشرين”.
ورأى حبيش في إتصال مع “الأنباء الإلكترونية” أنه “على ما يبدو، فإن عون كان يغيّر رأيه متأثرا بباسيل بعد لقائه الحريري، رغم إيحائه للأخير بأجواء إيجابية”، لافتا إلى أن “عملية التشكيل متوقفة عند حقيبة الداخلية”.
من جهته، فقد أشار عضو تكتّل “الجمهورية القوية” عماد واكيم إلى أن “أداء المعنيين في ملف تشكيل الحكومة لا يدل على المسؤولية أو الوعي، ولا يبشر بالخير، في ظل المطالبات بالحقائب والأثلاث المعطلة، والكلام عن وطاويط وغيرها، علما أنهم جميعا أعلنوا السير بالمبادرة الفرنسية وبنودها، لكن تقاسم الحقائب لا يدل على ما نصّت عليه المبادرة، حكومة أخصائيين مستقلين”.
وفي إتصال مع “الأنباء الإلكترونية”، إعتبر واكيم أن “باسيل يمتهن التعطيل والعرقلة، وهو يتصرف وكأنه ينتقم من اللبنانيين إثر فرض الولايات المتحدة عقوبات عليه، كما أن الحسابات الإقليمية وإنتقال السلطة في أميركا أمور تتدخل وتؤثّر على ملف التشكيل”، ولفت الى “كلام المجتمع الدولي والصناديق المانحة، والتي حثّت على تأليف حكومة مهمة تقوم بالإصلاحات من أجل المساعدة”، وأضاف: “وكأن بعض الدول الأجنبية الصديقة تهتم بمصلحة لبنان أكثر من مسؤوليه”.