اخبار بارزةلبنان

هل تصدّقون؟!

قالوا لماذا تنفّخ على اللبن؟ قلت لهم لأن الحليب كاويني.

وسألوا الراعي أين كنت يوم هجم الذئب على الغنمات؟ فقال لهم: من كثرة ما كذّبوا في المرّات السابقة لم أصدّق في هذه المرّة.

كم سمعنا أن الحكومة ستتشكل في القريب العاجل. صدّقناهم، ولكن كلامهم لم يكن صادقًا.

يوم كُلف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة قيل لنا إنها ستبصر النور خلال أسبوعين. صدّقنا ولم تولد الحكومة، ودخلنا في متاهة الشروط والشروط المضادة، حتى أن الوساطة الفرنسية لم تفعل فعلها، وبقيت الأمور تراوح مكانها، وبقيت العقد على حالها، وبقيت البلاد من دون حكومة في ظل حكومة تصريف الأعمال، التي لا تقدّم ولا تؤخّر في شيء، وكأن البلاد لا تعيش أقسى أنواع محنها منذ قيام لبنان الكبير.
بالأمس كان لقاء بين الرئيس عون والرئيس المكلف، وهو يحمل رقم 13 بين الرجلين، وهذا الرقم عادة هو رقم شؤم، لكنه عاكس التوقعات هذه المرّة، إذ سمعنا من الرئيس الحريري أن الإجتماع كان إيجابيًا، وأن الإجتماعات ستتواصل من أجل الخروج بحكومة قبل حلول عيد الميلاد، يعني أن ليس أمامه سوى يومين، فهل تحصل الأعجوبة ويكون للبنان حكومة يحملها “بابا نويل” هدية إلى اللبنانيين؟

في هذه الحال نلجأ إلى مقولة الرئيس نبيه بري ونقول: ما تقول فول قبل أن يصير بالمكيول، وأن المؤمن لن يلدغ من الجحر مرتين، فكيف لو أنه لدغ أكثر من مرّة.

في الأمنيات، نتمنى أن تولد الحكومة اليوم قبل الغد، ولكن الواقع هو معاكس للأمنيات، لأنه لم نعرف تمامًا ماذا حصل بين الرجلين في إجتماعهما الثالث عشر، وعلى ما إتفقا، ومن دخل على الخط لحلحلة العقد؟

هلى تخلّى الرئيس عون عن الثلث المعطّل؟ وهل أعطى للرئيس المكّلف مساحة من حرية الحركة وفق منطوق الدستور، هل تفاهما على الحقائب والأسماء، هل طبق الحريري ما كان يطالب به الرئيس عون لجهة وحدة المعايير، هل تخلّى عن وزارة الداخلية، أم أنه أعطى رئيس الجمهورية حقيبة خدماتية وازنة، هل قبل بأن يسمّي عون وزيرًا مسلمًا مقابل تسمية الحريري وزيرًا مسيحيًا، هل إكتشفا أن ليس هناك ما يبرّر عدم قيام الحكومة، كما قال البطريرك الراعي في آخر عظة له، هل فعل تدّخل “حزب الله” فعله بعدما ترك الأمور تأخذ مناحي سلبية، هل نجح اللواء عباس ابراهيم في مساعيه من أجل إطلاق سراح التشكيلة الحكومية؟

كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير تطرح على بساط البحث، مع إستمرار الحذر، وعدم الذهاب بعيدًا في التفاؤل، لأن لا شيء إيجابي يسمح لنا بالتوغل كثيرًا في موجة التفاؤل، خصوصًا أننا سمعنا في السابق مثل هذا الكلام الذي صدر بالأمس عن الرئيس الحريري، وهو لم يقل جديدًا حين تحدّث عن إيجابية الإجتماع.
lebanon24

مقالات ذات صلة