قصة “الساحر المصري” وخنقه ابنته حتى الموت في نيويورك
وجه القضاء الأميركي حضوريا في نيويورك تهمة سبق ووجهها غيابيا في 5 نوفمبر الماضي للملاكم المصري السابق، كباري سالم، البالغ 52 سنة، وهي قتل ابنته عمدا، وبدافع ليس معروفا حتى الآن، إلى أن يتضح من جلسات محاكمته المقرر أن تنتهي بلفظ الحكم عقابا عن قتله لابنته وهي بعز الشباب.
قتلها وغادر الولايات المتحدة فرارا إلى مصر فور عثور عداء رياضي على جثتها ملقاة في 24 أكتوبر العام الماضي في حديقة اسمها Bloomingdale Park بحي “برينس باي” في جزيرة Staten بنيويورك “وكانت بكامل ملابسها” وفقا لم تلخص “العربية.نت” خبر مقتلها الذي طالعت تفاصيله بوسائل إعلام أميركية عدة، منها موقع صحيفة New York Post المحلية، وفيه أن تحقيقات الشرطة أكدت أن قاتلها خنقها حتى الموت في مكان آخر، ثم رمى جثتها في الحديقة بعد أن جرها مسافة 8 أمتار إلى مكان منعزل غطى فيه الجثة بورق الشجر.
وفي مصر، اختفى لكباري كل أثر، ولم يظهر بعدها إلا عبر تدوينة كتبها في مارس الماضي بموقع Instagram وقال فيها لابنته “علا” إنه يحبها ويفتقدها، ثم استمر متواريا، إلى أن تمكنت فرقة متخصصة بملاحقة الفارين، تابعة لشرطة نيويورك، من اعتقاله يوم 3 ديسمبر الجاري “في مكان بالشرق الأوسط” لم تكشف عنه، فاقتادته مقبوضا عليه إلى نيويورك يوم الجمعة الماضي، وفي اليوم التالي مثل أمام القضاء، وسمع منه تهمة قتل ابنته رسميا.
مشاكل بعد الطلاق
وكانت Ola Salem القتيلة بعمر 25 سنة، تقيم في حي Rosebank بجزيرة “ستاتن” وتنشط منها كمتطوعة في مركزAsiyah Women’s Center النسائي، المعروف في نيويورك كمأوى فيه 20 سريرا، بالدفاع عن المسلمات اللواتي يعانين من العنف المنزلي، وفق الوارد بملفها لدى الشرطة التي أكدت بعد مقتلها أن دوريات منها زارت منزلها 5 مرات قبل عامين، لأسباب “منها انتهاك أمر الحماية” إضافة إلى أن عددا من جيرانها ذكروا أنهم رأوا الشرطة “تأتي إلى مسكنها استجابة لوجود مشكلات” غير معروفة النوع أيضا.
ويبدو من خبر ورد بصحيفة “نيويورك تايمز” في 3 نوفمبر العام الماضي، أي بعد 10 أيام من مقتلها، أن “علا سالم” كانت متزوجة ممن عجزت الصحيفة عن معرفة اسمه، وانتهى زواجها بالطلاق قبل عام من مقتلها، إلا أن العلاقة ساءت بين الاثنين بعد الطلاق، وفقا لما استنتجته “العربية.نت” من الخبر الوارد فيه أنها طلبت من الشرطة الحماية منه، وطلب هو الحماية منها أيضا، وفي إحدى المرات خالفت أمر الحماية التي طلبها “رجل عمره 21 سنة” في إشارة ربما إلى طليقها.
أما الأب القاتل كباري، فالمعلومات بشأنه قليلة، منها أن زوجته مصرية، له منها أبناء غير معروف عددهم، منهم ابنة أخرى أصغر سنا من علا القتيلة، وكان يعمل سائقا بعد تقاعده. أما المعروف عن ماضيه، فهو أنه كان محترف ملاكمة سابقا بالوزن الوسط، أطلقوا عليه لقب “الساحر المصري” بعد أن ظهر كأحد الرياضيين البارزين في مصر وشارك تحت علمها بالألعاب الأولمبية الصيفية في 1992 ببرشلونة، وبعدها في دورة 1996 الصيفية بمدينة “أتلانتا” الأميركية، ثم احترف الملاكمة حتى تقاعد في 2005 بعد فوزه في 23 من أصل 29 مباراة خاضها، أسوأها كانت على حلبة مدينةKansas City بولاية ميسوري.
وقتل ملاكما على الحلبة
في تلك المباراة التي جرت يوم 12 سبتمبر 1999 ضد الأميركي Randie Carver البالغ وقتها 24 سنة، والتي لم تجد “العربية.نت” أي فيديو عنها، تعرّض كارفر في الجولة العاشرة لضربات قوية عدة سددها كباري على رأسه بشكل خاص، حتى سقط منهارا على الأرض، فحاول النهوض 4 مرات ولم يفلح، إلى أن فقد وعيه بالكامل على أرض الحلبة، وبعدها بيومين لفظ آخر أنفاسه في المستشفى.
كباري، إلى اليمين، والملاكم الذي ظل ينهال باللكمات على رأس حتى قتله
كباري، إلى اليمين، والملاكم الذي ظل ينهال باللكمات على رأس حتى قتله
ولا يتضح من التفاصيل الواردة عن الجريمة حتى الآن، وجود سبب “قوي جدا” يدفع الملاكم السابق كباري إلى قتل ابنته، سوى أن علا التي كانت تقيم في منزل عائلتها “غادرته وعادت لتقيم مع طليقها”، طبقا لما قاله هو نفسه للصحيفة، فيما أعربت صديقة لها اسمها دانيا درويش، عن أنها كانت ترغب بالعيش مستقلة عن عائلتها، في شقة خاصة تستأجرها، وحصلت على رخصة قيادة سيارة للعمل في شركة Uber لخدمات الركوب بطلب، وأنها كانت قوية الجسم “أكثر من عدة رجال”، لذلك استغربت الصديقة كيف تمكن قاتلها من الإجهاز عليها، ناسية أن والدها كان ملاكما.