“جثّة هامدة” بين عون والحريري.. وماكرون يرتّب أوراقه اللبنانية بعد أيام
كتب أنطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”:
مهما تقلّبت الأوضاع الداخلية على نيران الأزمات، لا يُمكن سَحْب مسألة أن الرئيس المكلّف سعد الحريري قدّم تشكيلة حكومية من 18 وزيراً الى رئيس الجمهورية ميشال عون، منذ نحو أسبوع، تاركاً له دراستها، وهو ما لا يجد ترجمة فعلية له حتى الساعة.
فالملف الحكومي خرج بهذه الخطوة من دائرة الجمود، ولكن الى عوالم المراوحة في الدّرس والتدريس والتمحيص، على وقع تساجُل وأثقال تترك الكثير من النّدوب في العلاقة بين الطرفَيْن، على أكثر من مستوى.
لا إشارات
ولكن الجانب المُلفِت في هذا السياق، هو غياب الإشارات الأميركية والفرنسية، أو حتى الدولية الواضحة، من تشكيلة الحريري. فلا كلام مباشراً يؤكّد دعمها أو لا، ولا إشارات تُفيد بأي شيء واضح في هذا الإطار، على الصّعيد الدولي. وهو ما قد يوحي بأن لبنان اُدخِل دهاليز التخلّي عنه، في الفكر الفرنسي قبل الدولي، ولو بنسبة معيّنة.
وبالتالي، ما هو مصير التشكيلة الحريرية التي قُدِّمَت لعون؟ وهل يُمكن اعتبارها جثّة هامدة؟ أو هل يُمكن التعاطي معها على أساس أنها في غرفة الإنعاش؟ وماذا عن غياب أي موقف دولي واضح في شأنها؟
طرح
كشف مصدر سياسي أن “التشكيلة الحكومية التي قدّمها الحريري الى رئيس الجمهورية ليست نهائية، ويجب أن يتوقّف الكذب على النّاس في هذا الإطار”.
وأشار في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “الحريري قدّم ما يصلح لأن يكون طرحاً، لا تشكيلة حكومية بالمعنى الدّقيق للعبارة، ينسجم (الطرح) مع المماحكات القائمة بين فريقه وفريق رئيس الجمهورية. وهو ما أدّى الى تفجير الكثير من الكلام السياسي المتبادَل، بمختلف الوسائل والطُّرُق، خلال الأيام القليلة الماضية”.
وشدّد على أن “لا وجود لحكومة فعليّة حالياً، تحمل بصمات واضحة حول العمل على هدف أو مشروع إصلاحي. وبالتالي، لا توجد تشكيلة حكومية يُمكن البناء عليها، وذلك بمعزل عن السجالات الحاصلة”.
واعتبر أن “الحديث عن حكومة من 18 وزيراً، تتألّف من 3 “ستّات”، لا يرتبط بهيكلية متكاملة. فلو توفّر الحدّ الأدنى منها (الهيكلية المتكاملة) في ما قدّمه الحريري لرئيس الجمهورية، لما كان بقيَ الجمود الى ما بعد أسبوع تقريباً، ولكنّا رأينا سلوكيات دولية مختلفة تجاه السلطات اللبنانية”.
عقوبات أوروبية؟
وسخر المصدر من “المتحدّثين بـ “شماتة” عن أن مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سقطت في لبنان، لأن ذلك إن صحّ بالكامل، فهو لن يؤثّر على فرنسا. باريس لن تموت جوعاً وفقراً ومرضاً، بل نحن في لبنان”.
وأضاف: “الصّمت الفرنسي عن كل ما يجري في لبنان، على مسافة أيام قليلة من زيارة ماكرون، هو علامة رفض كبير وجوهري لكلّ ما يحصل فيه (لبنان)”.
وختم: “الأبعاد الحقيقية لزيارة الرئيس الفرنسي ترتبط بترتيب الأوراق الفرنسية في جنوب لبنان، حيث الكباش النفطي و”الترسيمي”، قبل شهر من استلام الرئيس الأميركي المُنتخَب جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة الأميركية. ولن نشهد أي طابع محلّي جدّي للزيارة، إلا إذا سبقتها في الأيام القليلة القادمة عقوبات أوروبية على بعض المسؤولين اللبنانيين”.