سفير ألمانيا: لا تمويل ولا دعم دوليا قبل قيام حكومة تنجز الاصلاحات
قال سفير المانيا الاتحادية في لبنان أندرياس كيندل لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن ألمانيا وفرنسا لا تتنافسان حيال لبنان وأن برلين تدعم في نطاق الاتحاد الأوروبي ما يطرحه الفرنسيون من افكار حيال الازمة اللبنانية، مشيرا ان “لا أحد يزرع الاختلاف في ما بيننا”. وشدد كيندل على أهمية التوصيات التي صدرت اليوم عن اجتماع مجلس وزراء الخارجية الاوروبيين الـ27 في بروكسل والتي ظهّرت توافقا أوروبيا واسعا حيال لبنان. واعترف كيندل بأن ما من أمر يمكن تجميله حيال الوضع الصعب في لبنان، مشيرا الى أن ما من شيء يستطيعه المجتمع الدولي إذا لم يغيّر لبنان في أحواله لجهة قيام حكومة تطبق الاصلاحات المطلوبة كلّها بحسب ارادة الشعب اللبناني.
وكان السفير كيندل قد وّقع ظهر اليوم مع وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه في مقر وزارة الخارجية اللبنانية في رياض الصلح اتفاقيتي تعاون مالي بين البلدين بقيمة 48 مليون يورو تتضمن هبتين من المانيا لدعم مشاريع تنموية كبناء المدارس التي تخصص لها الهبة الالمانية 20 مليون يورو، بالاضافة الى برامج مياه شفة وصرف صحي من خلال المبلغ المتبقي. في ما يأتي نص الحوار:
*ذكرت صحف اليوم في بيروت بأن ألمانيا تعدّ مبادرة من أجل لبنان ستكون إما داعمة أو منافسة للمبادرة الفرنسية التي أطلقها في أيلول الفائت الرئيس إيمانويل ماكرون، ما هي طبيعة هذه المبادرة في ضوء اجتماع بروكسل اليوم لوزراء الخارجية الاوروبيين الـ27؟
–صحيح، انعقد اليوم اجتماع وزاري في بروكسل ونحن قمنا بالدّفع قدما مع زملائنا الفرنسيين من أجل اصدار توصيات قوية في محاولة للدفع أيضا بالبلد في اتجاه ايجابي. اعتقد أن التوصيات قد نشرت ظهرا، وهي تطالب الحكومة بأن تمضي قدما وبسرعة لفعل ما يتجاوب مع اجتماع باريس الذي انعقد قبل ايام معدودة، حيث تم تقديم دعم للبنان وأن تظهر الحكومة تجاوبها بشكل واضح. إنها رسالة قوية اليوم من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين عقدوا هذا الاجتماع بدفع منا كألمان ومن الفرنسيين.
*هل سنرى إنخراطا ألمانيا أكبر في لبنان في المستقبل في ما يخص الاسهام بتبديد انسداد الافق الحالي؟
–ليس لنا أن نقرر في ما يخص السياسة في لبنان، نحن نقوم بالدفع في سبيل الاستقرار والمزيد من التنمية…
*هل يوجد تعاون ام تنافس مع فرنسا في الملف اللبناني؟
-بطبيعة الحال نحن جزء من وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي حيث يوجد اجماع قوي، ونحن نتكلم بالصوت ذاته وبالتالي لا يوجد تنافس في ما بيننا بل نحن ندعم هذه المبادرة ونكملها وهذا واضح جدا في نص التوصيات حيث كانت لدينا رسائل قوية أيضا تخص المجتمع المدني، وبالتالي لا أحد يمكنه زرع اختلاف في ما بيننا.
*هل لديك تعليق حول الاتفاقيات التي وقعتم عليها اليوم مع وزارة الخارجية والمغتربين؟
–إن هذه الاتفاقيات هامة لانها تتضمن مشاريع بـ48 مليون يورو، ويحتاج لبنان الى عقود دولية كتلك التي وقّعت اليوم، عبر تبادل المذكرات، ونحن الآن يمكننا التقدم حيث يجب سواء عبر بناء مدارس تتيح للطلاب اللبنانيين بارتيادها، وستتيح لنا العمل في البنى التحتية المتعلقة بالمياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، وهذه المشاريع تشمل لبنان برمته، ونحن لا نقيم اختلافا بين أية منطقة وأخرى، ومعظم المشاريع تتعلق بإدارة المياه في بيروت وشمال لبنان، لكن مشاريع المدارس هي في لبنان كلّه.
*كيف ترى الى مستقبل لبنان وخصوصا وأنه اليوم في مرحلة من الانهيار التام؟
–إنها أوقات عصيبة، لا يوجد ما يمكن تجميله على هذا الصعيد. ما كتبه البنك الدولي في تقريره أخيرا دليل واضح على ذلك، وهو أبرز ترجيحات صعبة، أعتقد أن الاولوية تكمن في تشكيل حكومة تقوم بكل الإصلاحات التي حكي عنها والمطلوبة من اللبنانيين منذ وقت طويل، هذا يجب ان يتم، لا يوجد شيء يمكن للمجتمع الدولي ان يقوم به قبل أن تقوموا بشيء ما… الى ذلك الحين لن يكون هنالك تمويل او دعم لمشاريع اعمارية أو عمليات انعاش…وهذا جزء صعب، ولكن يجب أن ينجز ولا سبيل غير ذلك.