لبنان

موظّفو “صيدا الحكومي” يواجهون “كورونا”… بلا رواتب أو حوافز

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

ينخرط عشرات الأطباء والممرّضين والممرّضات في معركة مواجهة “كورونا” في مستشفى صيدا الحكومي، بعد افتتاح قسم خاص بالمصابين منذ بدء تفشّي الفيروس في لبنان. يتّحدون الظروف الصعبة النفسية والمالية والمعيشية ومخاطر انتقال العدوى لهم ولعائلاتهم كل يوم، لكنّهم يمضون في أداء قسمهم ورسالتهم الطبية – الإنسانية بثبات، بالرغم من حرمانهم من أبسط حقوقهم في قبض رواتبهم شهرياً، وبلا حوافز أو تقديمات، على كثرة الوعود بدعم “الجيش الابيض”.

في جلسات استراحاتهم القصيرة بين الحين والآخر في الأروقة، يلتقطون أنفاسهم ويتبادلون أطراف الحديث عن المخاطر الجمّة التي تُحدق بهم وامتداداً الى عائلاتهم وأصدقائهم ومحبّيهم، ويستعيدون في الوقت نفسه لحظات اتّخاذ القرار الحاسم للعمل في قسم “كورونا” والإنخراط بمعركة التصدّي للفيروس، يقولون “اذا لم نوافق نحن.. فمن سيعالج المرضى؟”.

من دون ندم، يؤكّد هؤلاء أنّ قرار الإنخراط في معركة “كورونا” لم يكن سهلاً، فقد إنقلبت حياتهم رأساً على عقب وهم في يقظة دائمة بين أداء واجبهم المهني الإنساني وبين الحفاظ على صحّتهم وحياتهم، خابت آمالهم لتركهم وحدهم يواجهون مصيرهم، بعضهم أصيب بالفيروس وعاش أسبوعين في الحجر المنزلي بقلق او علاج بصمت، بعضهم الآخر اعتزل أفراد عائلته خشية نقل العدوى اليهم وحُرم من لقائهم يومياً، وبعضهم الثالث ما زال يعيش في دوامة من التوتّر العصبي لما عاشه من تفاصيل حزينة ومؤلمة في رحلة علاج المرضى، أو موتهم.

قصص كثيرة بقيت في الغرف المغلقة وبين جدران المستشفى تروي رجاء مرضى في الشفاء. باللحم الحيّ يعملون على إنقاذ أرواحهم في نهاية المطاف تكون مكافأتهم بالإهمال. يقول رئيس لجنة موظّفي المستشفى خليل كاعين لـ”نداء الوطن”: “لا نطالب الا بأبسط حقوقنا المتمثّلة في قبض رواتبنا دورياً كل شهر من دون تأخير أو تسويف. فوق كلّ مخاطر الأطباء والممّرضين، ندفع ثمن الروتين الإداري السيّىء بين وزارتي الصحّة والمالية، ولم يعد بمقدورنا التحمّل أكثر. القرار السابق كان وقف العمل ولكنّنا تراجعنا لأنّ ضميرنا لم يطاوعنا، ورأفة ورحمة بالمرضى وهم من العائلات الفقيرة والمتعفّفة ومتوسّطة الدخل، حيث المستشفى الحكومي ملاذهم الوحيد، والحلّ عبر تبنّي اقتراح القانون المقدّم الى المجلس من النائب بلال عبد الله، وهو إعادة ضمّ موظفي المستشفيات الحكومية الى كنف الإدارة العامة”.

وفي محاولة لاستدراك التقصير، وجّهت لجنة موظفي المستشفى صرخة لإنصافهم، “كان من المفترض أن يتم تحويل مبلغ من المستحقّات المالية لحساب المستشفيات الحكومية، وبالتالي لمستشفى صيدا الحكومي. لكن بعد التواصل مع وزارة المالية، تبيّن أنّ الأموال ما زالت عالقة بأدراج الوزارة في دائرة الصرفيات، ما يعني أنّ التحويل بحاجة الى ايام معدودة، والحبل على الجرّار”.

وأشارت الى أنّ “الموظّفين في المستشفى لم يقبضوا رواتبهم منذ أربعة اشهر، بالاضافة الى الوضع المأسوي الذي نعيشه كمواطنين في هذا البلد نتيجة أزمة الدولار و”كورونا”. المفترض أنّ الذي يتحمّل عبء الفيروس في صيدا والجوار ويتحمّل الأخطار أن يقبض رواتبه من دون تأخير، لكن نسيت انّنا نعيش في دولة لا تكترث لجيشها الأبيض سوى بالبيانات والمؤتمرات التي لا تُصرف في أي مصرف”.

Mtv

مقالات ذات صلة