بعيداً عن كورونا… ما يتعرّض له المريض في لبنان!
كتبت كريستال نوار في موقع mtv:
لم يعد فيروس كورونا الهمّ الأوّل لدى اللبنانيين الذين اعتادوا على المصائب التي تأتيهم من كلّ حدبٍ وصوب، رغم أن تداعياته الاجتماعيّة والاقتصاديّة والنفسيّة لا تنفكّ تُلاحق الكبير والصّغير، ولم يبقَ أيّ أملٍ بمستقبلٍ مُرضٍ، لأنّ السعادة باتت بعيدة المنال، هذا إن كانت لا تزال موجودة بعد!
مع استفحال الأزمة الاقتصادية، بات يتم تصنيف عمليّات بعيدة كلّ البُعد عن التجميل على هذا الأساس حتّى لا تُغطّيها شركات التأمين، التي “تضحك على المريض” الذي يرزح تحت أعباء لا تُعدّ ولا تُحصى، ورغم ذلك، لا يُهمل حالته الصحية ويدفع ما يتوجّب عليه من مبالغ هائلة، للبقاء على قيد الحياة.
وتروي مريضة لموقع mtv، كيف أن الطبيب قام بتصنيف حالتها على أنّها جلديّة تتطلّب “عمليّة زرع”، إلا أنّ الجهات الضامنة لم تعترف بها باعتبار أنّها تدخل في إطار عمليّات التجميل!
رواية صادمة!
في رواية أخرى صادمة وغريبة وبعيدة عن الأخلاق المهنيّة الطبّية، عجز العاملون في أحد المستشفيات في كسروان، عن إعطاء مريضة حبّتين من أيّ دواءٍ مسكّن شائع، مبرّرين الأمر بجواب “ما بيقطع”، وفق أحد أفراد عائلتها. ويروي هذا الفرد لموقع mtv أنّ المريضة طلبت دواءً مسكناً للتخلّص من صداعٍ شديد انتابها بعد عمليّة لتمييل القلب، فقالوا لها “سكّرنا حسابك، وحبتين دواء بيكسرونا”.
صدفة؟!
ما نعيشه اليوم لا يُشبه أيّ مرحلة سابقة، وبالتالي “تسونامي” الحالات الصحّية الجسديّة والنفسيّة المستجدّة لا يمكن أن يكون وليد الصدفة! بتنا نلاحظ أموراً غريبة ونسمع يومياً بحالات مرضيّة تُصيب غالبيّة مَن حولنا، ورغم عدم خطورتها إلا أنّها “ظاهرة” في ظلّ الواقع الذي نُعاني فيه جميعاً من تغيّرات واضطرابات مختلفة ومتنوّعة.
ففي ظلّ ضرورة التباعد الجسدي وتجنّب التجمّعات الذي يقتضي التخلّي عن النشاطات والهوايات، نجد أنفسنا في دوامة مغلقة بمواجهة صراعات عقليّة ونفسيّة تُفاقم من حدّتها الأخبار اليوميّة “المقرفة” التي تنخر في أعصابنا وتهدم أحلامنا، وتنعكس على صحتنا الجسدية.
وفي وقتٍ تُغلق مستشفياتٌ أبوابها أمام المرضى لعجزها الفعلي عن القيام بواجبها، يستغلّ بعضها الوضع، ولا مَن يتحمّل المسؤوليّة! الأطبّاء والممرّضون والعاملون في المستشفيات ينتظرون حقوقهم أيضاً، ويتعرّضون لشتّى أنواع التحديات والمخاطر يوميّاً… فما السيناريو الأسوأ الذي يمكن أن يكون بانتظارنا بعد؟!
كورونا ليس السّبب، ولكنّه الضربة القاضية التي لم يكن ينقص اللبنانيون سواها!