لبنان

ثبّتوهم.. اولئك الذين أسقطوا طوائفهم عن الهويّات باللحم الحيّ!

ثبّتوهم.. اولئك الذين أسقطوا طوائفهم عن الهويّات باللحم الحيّ!

هبة علّام-السياسة

من لا يعرفهم !!!

بوجوههم السمراء، سواعدهم المتعبة، وثيابهم الممزّقة والمرقّعة..

في كل زاوية ألم نجدهم.. يتهافتون كالملائكة، يضمدّون جراح الوطن والمواطن، يحاولون إبعاد الأذى مهما بلغ الثمن..

بأجسادهم يخترقون النار.. فلا همّ إن أكلتهم ولا ضيم إن أوجعتهم..

المهم فقط.. أن “ممنوع لبنان يحترق وممنوع المواطن يختنق”.. هكذا عبّر يوما أحد أبطال الدفاع المدني يوسف ملّاح.

وفي الوقت الذي لم تفعل السلطة شيئا سوى أنها تزيد المواطنين قهرا وظلما، بفسادها وإهمالها ولا مبالاتها الّا فيما يتعلّق بحصصها ونفوذها، يدفع رجال الدفاع المدني ثمن إنسانيتهم التي رغم كل المآسي لم يلحظها المتربّعون على عرش السلطة في قصورهم العاجية.

ألم يستح هؤلاء عندما شاهدوا رجال الدفاع المدني، منذ لحظة كارثة إنفجار المرفأ وحتى الساعة، يعملون ليلا نهارا، بثياب مرقعة، يشحذون المياه لإطفاء الحرائق، ويستخدمون أيديهم لرفع الركام وانتشال الضحايا أو مساعدة من أعانته القدرة الالهية على البقاء حيّا.

ألم يستحوا أنهم حتى الساعة يتخاذلون عن إعطائهم حقوقهم..؟

بل.. عليكم أن تستحوا وتغرسوا رؤوسكم في التراب!!!

هؤلاء يا “عبيد السلطة” من يستحقّون أن تخالفوا مشروع موازنتكم، وتثبّتوهم في ملاك الدولة..

وحدهم من يحق لهم أن تُدفع رواتبهم وتعويضاتهم من نتاج الضرائب التي نسدّدها، لا مَن توظفونهم بأسماء وهمية هنا وهناك…

وحدهم من يستحقّون أن تُكتب لهم وبحقهم.. بصبرهم وثباتهم.. بتضحياتهم.. مجلّدات تُدرّس لكل الاجيال..

ووحدهم من يستحقّون لقب الوحدة، والعيش المشترك، والتحدّث باسم رب الإنسانية.. فـ “فوج الضاحية” و”الدفاع المدني الفلسطيني” يهرولون الى الجميزة والمرفأ ومار مخايل، وفوج الدورة يطلق صفارته بإتجاه الخندق الغميق..

وحدهم من لاطائفة تُفرّقهم ولا منطقة تُبعدهم..

نحن في هذا الوطن لا مغيث لنا سوى الله وأبطال خط الدفاع الأول.. الدفاع المدني.

elsiyasa

مقالات ذات صلة