رابطة جامعات لبنان: لضرورة إبقاء قطاع التعليم العالي متمكناً ومرناً
عقدت رابطة جامعات لبنان اجتماعها الدوري، وبعد تداول الأوضاع التي يمر بها لبنان عموما وقطاع التعليم العالي خصوصا، اكدت أن “الجامعات التي لا تبغي الربح هي عنصر أساسي ومتميز في المجتمع اللبناني، ويمكن لبنان أن يكون متقدما في عالم المعرفة وتنشئة أجيال من الخريجين الذين تركوا بصماتهم في القطاع الثقافي والاجتماعي ليس في لبنان فحسب، وإنما في أنحاء العالم كافة”. وأسفت لأن “يأتي عيد استقلال لبنان الـ77 والوطن يعاني ما يعانيه من المحن التي تطاول جميع فئات شعبه”.
وفي نهاية الاجتماع، أصدرت الرابطة بيانا اعتبرت فيه أن “معاناة لبنان بأزماته غير المسبوقة أحدثت أثرا كارثيا على كل القطاعات بما فيها قطاع التعليم العالي، فكان لعوامل انهيار العملة المحلية والوضع السياسي المتأزم وتفشي وباء كورونا، أخيرا انفجار 4 آب، تأثير بالغ الخطورة زاد من معاناة اللبنانيين. أما الجامعات، فأجبرت على اعتماد التعليم عن بعد الذي رافقته ضرورة تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والموارد، وصيانة مرافقها ومكتباتها”.
وأكدت الرابطة ان “الجامعات، على رغم من تفاقم الضغوط الاقتصادية، لم تتوان عن تأدية واجباتها، خدمة لأبنائها، ولتمكينهم من متابعة تحصيلهم العلمي وبقائهم في أرضهم وعدم ضياع مستقبلهم، لأن في ذلك أمانة أقسمت الجامعات على صونها، تحقيقا للرسالة المؤتمنة على تأديتها”.
ولفتت الى ان “تلك الأزمات فرضت ضغوطا جديدة على الطلاب مثل وجوب توفير التجهيزات الضرورية للتعلم من بعد، مما حمل الأهالي أعباء إضافية في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة”.
وشددت على “ضرورة أن يبقى قطاع التعليم العالي في لبنان متمكنا ومرنا، للحفاظ على مكانته وقدراته خلال هذه الأوقات العصيبة”، وأشادت بـ”استمرار الجامعات الأعضاء في موقفها الداعم لطلابها ولذويهم، خلال هذا الفصل الدراسي، على رغم التدهور المأسوي للوضع الاقتصادي، بحيث أنها أبقت تعرفة الرسوم الجامعية واستمرت في دعم طلابها من خلال التقديمات الاجتماعية والمساعدات والمنح التعليمية، شعورا منها بالمسؤولية تجاه ما يمر به لبنان الحبيب”.
وأكدت رابطة جامعات لبنان “احترامها حرية كل جامعة من الجامعات الأعضاء واستقلالها في درس القرارات الملائمة، من أجل الحفاظ على استمرار المؤسسات التعليمية في التعليم العالي، والتي تعتبر حيوية لمستقبل لبنان وشعبه، واثقة بأن الجامعات الأعضاء ستبذل كل ما في وسعها لضمان تخرج الطلاب”.
ولفتت الى انها “تعي ان حماية مصالح مكونات التعليم العالي، طلابا وأساتذة وباحثين وإداريين وعمالا، قد يتطلب، في المرحلة المقبلة، درس قرارات متوازنة من أجل ديمومة قطاع التعليم العالي”.
وشددت على “ضرورة المحافظة على أعضاء هيئات التدريس المتميزين، أصحاب الدور المحوري والرائد في ضمان جودة التعليم العالي في لبنان، من أجل حماية مستقبل واعد لأبنائه”.
وأكدت رابطة جامعات لبنان أن “تنوع الطلاب هو شريان الحياة لكل جامعة، ولمستقبل الوطن المستدام والنابض بالحياة”.