كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
تنتشرُ ملايين الأخبار المُزيَّفة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تهدفُ الى توجيه الرّأي العام والتّأثير عليه، ما أوجَدَ مواقع أخرى تُساهم في التحقّق من هذه الأخبار وتكشفُ المزوّر والكاذب. ولكن في المُقابل، هناك ظاهرة إلكترونيّة أخرى قد تكون أكثر خطراً… إنّها ظاهرة الهويّات المُزيّفة!
يُحذِّر المُستشار في الإعلام الرقمي والتّواصل بشير تغريني من “منتحلي الصّفة على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يغشّون الناس عبر صفحات وهويّات مزوّرة بالكامل من الإسم، الى الصّورة، فالمهنة وغيرها من التفاصيل الخادعة التي يقع في فخّها الكثير من المواطنين”. ويقول في مقابلة مع موقع mtv: “صحيحٌ أنّ بعض المواقع تطلبُ مستندات خاصّة قبل أن تُعطي العلامة الزرقاء التي تُضفي نوعاً من المصداقيّة على أيّ حسابٍ، إلاّ أنّ الغشّ ممكنٌ، إذ نجدُ الكثير من المواطنين الذين يدّعون ممارسة مهن معيّنة كالـ”Life Coach” مثلاً من دون أن نتأكّد من حيازتهم على شهادات في هذا المجال، فضلاً عن مهن أخرى كالصحافيّين والمُتخصّصين في مجالات معيّنة، وهناك من يؤسّسون صفحات بهدف النصب والاحتيال المالي أو حتى المواعدة وينتحلون أسماء مُزيّفة ما يوقع كثراً في فخّهم”.
ويعتبرُ تغريني أننا “أصبحنا في زمن الهويّات المزيّفة، وبتنا نُقيِّم الأشخاص وفق صفحاتهم الخاصّة على مواقع التواصل الاجتماعي وليس وفق ما هي حقيقتهم في حياتهم اليوميّة”، مُحذّراً من مغبّة “اعتبار هذا العالم الالكتروني كمكانٍ آمنٍ وحقيقيّ لأنّه على العكس تماماً، والحذرُ هو واجبٌ وضرورة”.
ووفق آخر الإحصاءات، شخصٌ من بين 4 أشخاص اعترف أنه أسّس حساباً مُزيّفاً على مواقع التواصل الاجتماعي، و23 في المئة من الأشخاص اعترفوا أنّهم نشروا معلومات كاذبة على مواقعٍ للمواعدة، أما المواقع التي تضمّ العدد الأكبر من الحسابات المزيّفة فهي “فيسبوك” و”تيندر” و”بادو”، وقد سَجَّلت نسبة ضحايا منتحلي الشخصية ارتفاعاً بنسبة 22 في المئة بين الـ2019 والـ2020.
أرقامٌ وإحصاءات “مُخيفة” بالفعل، تحثُّ كلّ واحدٍ منّا على التّعامل بحذرٍ تامٍّ مع مواقع التواصل والمواعدة وكلّ من ينشط عبرها لكي لا “نأكل الضّرب”.