لبنان

تغيير خارطة الشرق الأوسط ومؤتمر تأسيسي في لبنان بعد الخراب؟

أصبح واضحا مسار الانهيار الشامل، ليس في الافق حلول بقدر ما تقع المصائب تباعا على رؤوس اللبنانيين، و ثمة من يؤكد وصول لبنان إلى محطة “جهنم” الأخيرة بعد شهر واحد على ابعد تقدير عند بلوغ الدولة حد الإفلاس وعدم طاقتها على تأمين أدنى متطلبات العيش لمواطنيها.

الحجر الصحي كما السياسي في لبنان أبرز ملامح لحالة عامة عن العجز وقلة الحيلة، ولا فضل لفريق سياسي دون آخر حيث بات الجميع مكبلا بضغوط الخارج من ناحية وأزمات الداخل بما في ذلك “حزب الله” الذي ظل طويلا قادرا على المحافظة على تمايز شامل منحه اياه دوره خارج لبنان وبعده الإقليمي كعامود فقري في محور إيران الإقليمي.

تنظرأوساط “حزب الله” إلى الصورة الراهنة في لبنان من خلال صورة شاملة الشرق الأوسط تخضع للأسلوب المتوحش من قبل رئيس أميركي يستعد للرحيل ويصرعلى وضع أثقال فوق اكتاف إدارة خلفه تحول دون احياء الاتفاق النووي مع إيران، وبالتالي لا بد من “تفريز” الوضع اللبناني إلى حين جلوس الطرفين الأميركي والايراني على طاولة المفاوضات.

بالمقابل، يبرز رأي مغاير مفاده خضوع القرارت الأميركية في العالم للدولة العميقة بكل ما تحوي من مصالح حيوية تضمن لإسرائيل التفوق العسكري والدعم السياسي، ما يجعل الاستنتاج ينحو بإتجاه رفض أميركي مطلق التنازل عن لبنان كمجال حيوي مرتبط بإعادة بإعادة رسم خارطة جديدة في الشرق الأوسط وفق تقاسم مناطق نفوذ مع أطراف أخرى أبرزها الجانب الروسي.

هنا يشير ديبلوماسي مطلع على السياسة الأميركية إلى ضرورة متابعة مسار التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، والذي رسمه الأميركي بمعزل عن تعديلات طفيفة لن تعيد إلى الفلسطينيين أدنى حقوقهم، خصوصا وسط مؤشرات إلى دخول ليبيا على خط الاعتراف بإسرائيل، وهو احد المداميك الأساسية لنشوء تحالف إقليمي يضم مصر والسودان وليبيا ويمتد حتى عمق الخليج العربي يشكل تلقائيا تقويض نفوذ إيران وجعلها دولة معزولة.

يبقى السؤال عن مصير لبنان أمام المشهد الإقليمي المتلبد، خصوصا بعد انفجار 4 آب الذي اطاح بمرفأ بيروت، حيث تتسرب نقاشات داخل الاروقة المغلقة تتعلق بإنتفاء الصيغة التي نشأت في لبنان مع نهاية الحرب العالمية الثانية ونكبة فلسطين، ما يعني الذهاب إلى خيارعقد مؤتمر تأسيسي جديد، و أولى الإشارات أتت من باريس عبر نزع الشرعية عن الدولة اللبنانية عند الإعلان عن عزم فرنسا تقديم مساعدات إلى اللبنانيين لكن خارج الاطر والأجهزة الرسمية .

lebanon24

Related Articles