جاء في جريدة “الأنباء” الإلكترونيّة:
حادثة القرنة السوداء وما يلفها من توتر كبير تُعيد التذكير بخطورة الوضع الداخلي المعرض للتفجر اجتماعياً وأمنياً، وهو ما تعمّقه حالة شلل الدولة وضعف إمكانياتها نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية التي تزيد من تفلت الأمن، وهذا كله يجب أن يكون دافعا أساسيا للإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة والشروع في إعادة النهوض بالمؤسسات.
وفيما نجح الجيش بتهدئة النفوس عبر الإجراءات والتدابير السريعة التي اتخذها، طمأنت مصادر أمنية عبر “الأنباء” إلى أنه ممنوع انفلات الأمن، معتبرة أن ما جرى لا خلفيات سياسية له.
ورأى النائب السابق وهبي قاطيشا أن “لحادثة القرنة السوداء طابعين، عسكري وفتنوي، فالمنطقة من الناحية العسكرية لها موقع استراتيجي يكشف مناطق واسعة”، أما في الموضوع الفتنوي فقد ذكّر “بالخلافات القديمة على الحدود المشتركة بين الضنية وبشري بسبب المياه، وهذا الخلاف يمكن حله بالتفاهم بين الطرفين، لكن الخوف من دخول أطراف غريبة الى المنطقة لتأجيج الخلاف ومن الممكن ان تحصل الحوادث في أي وقت وقد لا يكون مفتعلو هذا الحادث من أبناء المنطقة”، ملمحًا إلى “فرضية اليد الغريبة المجرمة لأن في الضنية مجموعات من سرايا المقاومة وآخرين حلفاء للنظام السوري، وهم مستعدون عندما تأتيهم الأوامر لافتعال أي حادث”.
وأبدى قاطيشا اعتقاده بأن “الجيش على علم بكل التفاصيل، فهو الوحيد الذي يعرف الجهة التي لديها مصلحة بذلك”، واصفًا الأجواء بـ”الجمر تحت الرماد.”
وإذا كانت الحادثة مقلقة فعلا وخطيرة، فهي تستدعي بالتأكيد صوت العقل والحكمة والتهدئة، وهو ما شدد عليه بيان الحزب التقدمي الإشتراكي أمس الذي دعا إلى الركون إلى القضاء والتحقيق الشفاف ومنع جر الأمور إلى أي منحى فتنوي، وهو ما يجب الالتزام به من كل الأطراف درءًا لما هو أخطر، علّ ذلك يحفز الجميع على الحوار الحقيقي للوصول إلى انهاء الشغور الرئاسي.