كتبت لينا الحصري زيلع في “اللواء”:
في الوقت التي تتجه فيه الأنظار الى ما يمكن ان تحمله زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت والذي وصلها عصر أمس، تبقى التكهنات هي السائدة حول ما إذا كانت هذه المهمة التي كُلف بها، يمكن أن تٌحدث خرقا في حائط الشغور الذي يدخل شهره التاسع نهاية الشهر الجاري، أم انها ستقتصر فقط على استكشاف المواقف السياسية والاستماع الى وجهات النظر المتعددة للأطراف السياسية.
وكما بات معلوما فان الموفد الفرنسي سيعقد خلال زيارته الى بيروت سلسلة من اللقاءات تشمل جميع الأفرقاء اللبنانية دون استثناء، لتكوين صورة واضحة عن الأزمة التي تحول دون انتخاب رئيس لجمهورية.
وفي هذا الإطار، أشادت مصادر ديبلوماسية بحنكة لودريان المطّلع على الملف اللبناني بتفاصيله من خلال موقعه كوزير خارجية سابق لبلاده، وهو قام بزيارة بيروت مرتين في تلك الحقبة، آملة أن يتمكن من إحداث خرق على مستوى الأزمة الرئاسية، خصوصا وبحسب المصادر بأن مرحلة المقايضة التي قامت على أساسها المبادرة الفرنسية سقطت، وبدأت مرحلة جديدة للعمل على الملف اللبناني من خلال وقوف باريس على مسافة واحدة من كافة القوى السياسية.
واستبعدت المصادر أن يكون الموفد الفرنسي يحمل في جعبته أي اسم جديد للرئاسة، ولكنها في المقابل توقعت أن يكون مستمعا أكثر من أن يكون متحدثا مما يتيح له تكوين فكرة شاملة عن كيفية الخروج من عنق الزجاجة.
وعلى هذا الصعيد، رفض عدد من نواب التغيير عبر «اللواء» الكشف عن ما يمكن أن يطرحه هؤلاء أمام المسؤول الفرنسي، وأشاروا الى انهم ينتظرون ما يمكن أن يعلنه هو خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين وتحديدا معهم.
وفي السياق، كشف النائب ميشال الدويهي لـ«اللواء» انه سيعلن بعد الاجتماع مع لودريان عن موقفه حول ما يمكن أن يسمعه من المسؤول الفرنسي، مشيرا الى انه «لا يمكن توقّع أي شيء من مهمة لودريان قبل معرفة ما يحمله من جديد على الصعيد الرئاسي».
وقال الدويهي: «للأسف مرة جديدة أضعنا فرصة لبننة هذا الاستحقاق الهام، وبالتالي عندما لم نستطع حل مشاكلنا الداخلية، يضطر الأصدقاء والأشقاء للتدخّل في شؤونا لمساعدتنا في إيجاد الحلول».
من ناحيته، توقّع مصدر نيابي بارز في كتلة «التجدد» ان الحل في النهاية سيكون بانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون، وكشف المصدر الى ان وفد الكتلة سيتحدث مع المسؤول الفرنسي عن الأسماء التي تمثله وهي: قائد الجيش العماد جوزيف عون، والنائب ميشال معوض والوزير السابق جهاد أزعور.
وأشار المصدر ان هناك بعض الدول المعنيّة بالملف اللبناني ترى بان العماد عون هو الأنسب في هذه الفترة لتولي رئاسة الجمهورية، ولكن يبدو ان الأمر مرتبط بالمفاوضات مع إيران مشيرا الى ان العمل يجري حاليا على تسويق قائد الجيش.
واعتبر المصدر ان إيران ستقبض ثمن هذه التسوية، متوقعا حصول خرق جدي في الملف الرئاسي في وقت غير بعيد.
وحول إمكانية إجراء تعديل دستوري لوصول قائد الجيش الى قصر بعبدا، رأى المصدر انه في حال حصول توافق على اسمه، فباستطاعته الوصول الى الرئاسة تلقائيا لدى نيله 86 صوتا، وعندها لا يعد هناك من أحد يمكن الاعتراض على وصوله من الناحية الدستورية.
واعتبر المصدر ان الحوار السعودي – الإيراني متقدم، كذلك الأمر بالنسبة الى الحوار الأميركي – الإيراني وستظهر هذه التوافقات عبر الفرنسيين.
وختم المصدر قائلا: «نحن لا نخوض معارك شخصية، بل معركتنا سياسية ومن يحمل إمكانيات الإنقاذ ولو بالحد الأدنى المقبول نحن نؤيده».
أما مصادر «القوات اللبنانية» فقد أبلغت «اللواء» انها ستتحدث أمام المسؤول الفرنسي عن المقاربة السياسية والوطنية، وعن الوضعية اللبنانية بإسهاب، وكيفية الخروج من الأزمة وطبيعة الانتخابات الرئاسية، وستؤكد على تمسّكها بترشيح جهاد أزعور باعتبار ان هذا الترشيح أتى ضمن اللائحة التوافقية، وهو ما سمح له بتحقيق رقما كبيرا، وانه لو لم تُعطل قوى الممانعة الدورة الثانية لكان أصبح أزعور رئيسا للجمهورية بعدما حظي بتأييد معظم ألوان المجلس النيابي، وستشير مصادر القوات أمام لودريان الى ان طرحها الرئيسي هو المقاربة بكيفية الخروج من الأزمة الذي يتطلب وصول رئاسة غير خاضعة لأي فريق سياسي، وتحديدا فريق الممانعة.