مرت جلسة إنتخاب الرئيس من دون أي إرتدادات خطيرة على لبنان، ليبدأ الحديث عما سيحصل بعدها في ظل إنسداد الأفق السياسي وتعذر حصول تسوية داخلية تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، اذ من الواضح أن الحراك الخارجي سيتكثف في الأيام المقبلة لاعادة ترتيب الأوراق.وبحسب مصادر مطلعة فإن اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان تناول الموضوع اللبناني في ظل عملية تنسيق واسعة تحصل بين الطرفين منذ عدة أيام لوضع إطار جدي للتحرك بهدف الوصول إلى انهاء الفراغ وبدء مسار التسوية الشاملة وإعادة تكوين المؤسسات الدستورية.
وترى المصادر ان باريس باتت قريبة جدا من إعادة تدوير محركاتها، اذ من الواضح انها ستعيد انتاج المبادرة الرئاسية ذاتها التي كانت تسوّق لها قبل توحّد قوى المعارضة والتيار الوطني الحر، مستفيدة من “اللا فيتو السعودي” على رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، وهذا سيظهر بشكل علني خلال الأيام المقبلة.وتقول المصادر ان الرئيس نبيه بري قد يدعو مجددا لجلسة انتخاب، الامر الذي سيربك قوى المعارضة التي لن تستطيع الحفاظ على عدد الأصوات ذاتها التي حصل عليها الوزير السابق جهاد ازعور في الجلسة الاخيرة، ولن تستطيع في الوقت نفسه الاتفاق على إسم جديد، ما سيدخلها في دوامة مشابهة لدوامة ترشيح النائب ميشال معوض.
وتعتبر المصادر انه في حال دعا اي طرف في لبنان، سياسي او روحي او حتى خارجي لجلسات حوار من اجل الاتفاق على إسم الرئيس الجديد، فإن بري قد يتمهل بالدعوة إلى الجلسة الجديدة، على اعتبار ان الحوار سيفتح أبواب الحل والتسوية بسرعة أكبر ويجنب البلاد كباشا سياسيا ونيابيا غير معلوم النتائج. من الواضح ان استمرار الفراغ، الذي يظهر وفق المعطيات الداخلية انه سيكون طويلاً، لا يرضي القوى الدولية والاقليمية المهتمة بالملف اللبناني، لذلك فإن تكثيف الجهود والمبادرات والضغوط سيتركز في الايام والأسابيع المقبلة على جمع طرفي الخلاف من اجل التوافق على شكل الحكم في العهد الجديد والتوازنات داخله، قبل البحث بإسم الرئيس…