لبنان

نصر الله: نثق بإدارة الرئيس عون لملف ترسيم الحدود

أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر شاشة قناة “المنار”، مساء اليوم، متحدثا في “ذكرى يوم الشهيد”. وتطرق الى عدد من الملفات، ومنها ترسيم الحدود، والمناورة الاسرائيلية، والانتخابات الاميركية، ومسار السياسة الاميركية ومسار العقوبات.

وتحدث عن “العملية الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي أحمد قصير ضد مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور في العام 1982″، واصفا إياها بأنها “الأكبر والأضخم في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي بسبب ما ألحقته من خسائر بشرية في صفوف العدو الاسرائيلي وضباطه وجنوده، بما تجاوز المئات”. وأعرب عن أمله في “أن ينفذ استشهاديون عمليات أكبر من هذه العملية”.

وذكر أن “اختيار هذا اليوم بسبب أهمية هذه العملية، والتي كانت رسالة مدوية لمن ادعى أن البلد دخل العصر الاسرائيلي، وكذلك لإحياء ذكرى أرواح جميع الشهداء الذين نعترف بفضلهم وعظمة ما قدموه إلينا، من تحرير وانتصارات”، مشددا على “ضرورة إبقاء ذكرى هؤلاء الشهداء في أذهاننا وقلوبنا، وأن نستعيد أسماءهم كيلا ننساهم”، منوها بصبر أهالي الشهداء، لافتا إلى “التنوع في انتماء الشهداء مناطقيا وتراتبيا”.
ومن ثم انتقل نصر الله إلى ملف ترسيم الحدود البحرية، وأعاد بالذاكرة الى ما قاله سابقا من أن المقاومة “لا تدخل في ترسيم حدود برية أو بحرية، لأن هذا الأمر من صلاحيات الدولة، بمؤسساتها الدستورية، والمقاومة تلتزم بما تحدده الدولة وهو ما زال موقفنا”.

وأضاف: “بعد العام 2000 ذهبت الدولة إلى مفاوضات في شأن نقاط خلافية في الحدود البرية في عهد الرئيس (إميل) لحود، وقد تم استعادة مساحات واسعة من الاراضي من الاحتلال، ويومها لم تتدخل المقاومة في إبداء أي رأي، ولكن بعد اكتشاف النفط والغاز بدأت الدولة الاهتمام بترسيم الحدود”، مؤكدا أن “هذا الملف موجود لدى الرئيس نبيه بري قبل انتقاله الى رئيس الجمهورية”.

وأشار إلى “زيارات الوفود الاميركية المتكررة”، متوقفا عند “ما أثاره إعلان الرئيس بري عن بدء الاعلان عن إطار ترسيم الحدود، وما أدى عند الطرف الآخر على ربط هذا الاعلان بأجواء مفاوضات التطبيع في المنطقة”، ولكن نصرالله نفى “أي ربط في هذا الملف”، وقال إن مفاوضات الترسيم تقنية فقط. كما نفى وجود “مفاوضات تحت الطاولة لا بين ايران واسرائيل في هذا الملف، ولا بين حماس والاسرائيليين، ولا معنا، وإنما هذه اتهامات ناجمة عن غرفة عمليات سوداء، وإنها مجرد خيالات وأكاذيب ولا تستحق من حزب الله إصدار بيان ردا على هذه الأكاذيب”.

وكرر موقفه من “العدو الاسرائيلي الواضح” ومن أنه وجودها غير شرعي وهم مجموعة من العصابات المغتصبة، رافضا مفاوضات السلام مع هذا العدو”.

وأشار السيد نصرالله الى “حصول خلاف مع الرئيس ميشال عون على تركيبة الوفد، وذلك من حرصنا الشديد على عدم إثارة أي سؤال، وقد تجاوب فخامته بعدم ضم الوفد شخصيات سياسية”، ملمحا إلى أن بيان حزب الله ضد أن يضم الوفد شخصيات مدنية وسياسية كان لتسجيل موقف”، مجددا “الثقة بإدارة الرئيس عون لهذا الملف، وبانضباط الوفد المفاوض، لأن المهم بالنسبة إلينا هو أن يحصل لبنان على كامل حقوقه”.

وتابع: “من يريد أن يمنعنا من الاستفادة من ثروتنا الوطنية في النفط والغاز سنمنعه أن يستفيد وهذا بسبب قوتنا ويجب أن نحصل على حقوقنا من موقع قوتنا”.

ومن ثم انتقل الى الحديث عن المناورة الاسرائيلي الأخيرة.

وقال: “لقد كانت مناورة ضخمة وكبيرة، وكان هدفها الرئيسي وجود قوات للمقاومة الاسلامية في لبنان، وقد دخلت الى مواقع في الجليل”، مبديا “ملاحظة تتعلق بأهم إنجازات الشهداء، وهي مخاوف هذا العدو وتبدل نظرته وتوجسه من احتمال عدوان من لبنان، وانتقاله الى الدفاع عن مستوطناته ومواقعه، وهذا أكبر دليل على قوة المقاومة في عين العدو”.

وأشار إلى “إصرار العدو على إجراء هذه المناورة في زمن كورونا إنما هو دليل على أزمة جهوزية ونفسية في صفوف العدو وبخاصة في صفوف القوة البرية الاسرائيلية”، كاشفا عن أن “المقاومة كانت في حالة استنفار أثناء قيام العدو يجري مناورته، وقد عرف به الاسرائيلي، وكان هذا الموضوع يهمنا أن يعرفه العدو، وأن ردنا سيكون جاهزا إذا ارتكب العدو أي حماقة”، مشيرا إلى أن “أحدا من الناس لم يشعر بالاستنفار الذي قمنا به”، لافتا أيضا إلى أن “في سوريا حصل استنفار وفي ذات السياق”.
المصدر: الوكالة الوطنية

مقالات ذات صلة