لبنان

عقوبات أسبوعيّة وشتاء اقتصادي؟

كتب أنطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”:

صحيح أن العقوبات الأميركية على مسؤولين لبنانيّين قد تكون العصا الفرنسية غير المُستعملة “في جنابهم”، إلا أن السؤال الأساسي الذي لا يزال يتكرّر هو، ما الجدوى من التلويح المتكرّر لمدرّس بمعاقبة تلاميذه، إذا كان لا ينفّذ العقوبة؟

وبالتالي، ما هي الجدوى من أي حَراك فرنسي في لبنان، لمستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل، فيما لا شيء يوحي بأن فرنسا ستتمكّن من ترميم صورة رئيسها إيمانويل ماكرون، التي تهشّمت بمهلتَيْن زمنيّتَيْن لتشكيل “حكومة مهمّة” لم يُلتزَم بها، وهو ما يعني أن الثالثة قد لا تكون ثابتة أيضاً.

باريس مسؤولة!

يرى أكثر من مُتابِع أن باريس تتحمّل مسؤولية الفشَل الحاصل في الملف اللبناني، لأنها لم تَكُن قاسية مع السياسيّين اللبنانيّين. ولكن الثابت بحسب أكثر من زائر للعاصمة الفرنسية هو أن الخطأ الأساسي يكمُن في أن فرنسا لم تُحسِن جني ثمار الضّربة التي وجّهها ماكرون الى المسؤولين اللبنانيين، خلال زيارته الأولى بعد انفجار مرفأ بيروت. ففي ذلك الوقت، ضرب ماكرون ضربة أصابتهم كلّهم بدوار كبير، وجعلتهم يسقطون أرضاً. ولكن بدلاً من أن يُكمِل “الماتش”، سمح لهم بأن يستعيدوا وعيهم، وبأن يستجمعوا قواهم من جديد، فانقضّوا عليه (ماكرون) وعلى الشّعب اللبناني، معاً.

أسبوعياً؟

ولكن مهما اختلفت النّظرة الى الأمور، يبقى الخوف من أن يأتي الموفد الفرنسي ليبشّر اللّبنانيّين بعقوبات أسبوعية، خلال المرحلة القليلة المقبلة، وذلك انسجاماً مع ما يتمّ تداوله عن عقوبات ستفرضها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إيران، بوتيرة أسبوعية، من الآن ولغاية تسليمها السلطة في 20 كانون الثاني القادم. فهل يكون لبنان ضمن هذا المسار نفسه، بسبب خضوعه للسّطوة الإيرانية، بحسب إدارة ترامب؟

شتاء إقتصادي

رأى مصدر مُتابِع أن “المبادرة الفرنسية ماتت و”شبعت موتاً”، وذلك رغم أن الطرف الفرنسي يهدّد بالعقوبات فيما الأميركي ينفّذ ويفرضها. ولكنّ المؤسف هو أننا في لبنان نضيّع فرصة حقيقية لتمويل بعض المشاريع، وللحصول على مساعدات دولية نحن بأمسّ الحاجة إليها، وكانت ستوفّرها المبادرة الفرنسية لنا، لو تمّ الإلتزام بها”.

وأشار في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى “أننا أمام شتاء إقتصادي صعب جدّاً، وسياسي صعب أيضاً، في ظلّ اهتراء كبير على مستوى المؤسّسات يؤدّي الى سقوط مؤسّسة تلو الأخرى. ونُضيف الى ذلك سقوط المنظومة الإستشفائية، ومشاكل الكهرباء والمياه والإتّصالات، بالإضافة الى الفساد الذي ظهر منه مؤخّراً سوء تخزين الطحين”.

وشدّد على أن “الوقت ما عاد يلعب ضدّ الناس فقط، بل ضدّ المسؤولين أيضاً. وفي هذا الإطار، تأتي العقوبات”.

ترحيب

وأوضح المصدر: “فرض العقوبات على مسؤولين لبنانيين لا يتعلّق بطوائفهم، ولا فرق لدى واشنطن إذا كان الوزير السابق جبران باسيل مسيحياً، أو الوزير السابق علي حسن خليل شيعياً”.

وقال: “لا يُمكن لأي لبناني أن يؤيّد العقوبات الأجنبية على مسؤوليه، لأن القضاء اللبناني هو الذي يجب أن يعاقِبهم. ولكن تعطيل القضاء يدفع اللبنانيين الى الترحيب بها، نظراً الى أن لا آلية داخلية تعاقب الفاسدين”.

عقوبات

وأكد المصدر أن “الأميركيين سيُكمِلون بمسار العقوبات على السياسيّين اللّبنانيين، فيما الشعب اللبناني يُعاقَب أيضاً معهم، بشكل مباشر وغير مباشر”.

وأوضح: “عدم تشكيل “حكومة المهمّة” المطلوبة فرنسياً، سيمنع لبنان من الاستفادة من المساعدات، في دولة عاجزة هي أيضاً عن مساعدة شعبها بنفسها. وهذا عقاب للشعب اللبناني، يأتيه من خلال الطبقة السياسية”.

وختم: “هذا يؤكّد أن الشعب اللبناني ليس مُعاقَبأً ومُحاصَراً من جهات أجنبية، بل من مسؤوليه، وذلك بسبب عدم قيامهم بواجباتهم”.
mtv

مقالات ذات صلة