كتب داني حداد في موقع mtv:
يستعجل كثيرون في إطلاق الأحكام وحسم المسائل. نتحدّث، تحديداً، عن الاستحقاق الرئاسي. فقد اختار كثيرون أن يحسموا استحالة انتخاب سليمان فرنجيّة وسقوط حظوظه تماماً، بينما قرّر كثيرون أنّ انتخاب فرنجيّة قصّة وقت.
إن شئنا الدقّة، لا هذه تصحّ ولا تلك صائبة. ثلاث محطات مهمّة رئاسيّاً شهدها الأسبوع الماضي: الأولى، جولة السفير السعودي وليد البخاري على عددٍ من الشخصيّات اللبنانيّة. لم يتغيّر الموقف السعودي. لا أسماء، ولا فيتوات، بل مواصفات. لا تنطبق المواصفات السعوديّة على فرنجيّة.
الثانية، التدخل المباشر الأول للولايات المتحدة الأميركيّة في الملف الرئاسي، عبر زياراتٍ قامت بها السفيرة دوروثي شيا، وهي، على عكس البخاري، دخلت في لعبة الأسماء واستفسرت عن مواقف من التقتهم من بعضها. تضع الولايات المتحدة الأميركيّة مواصفات أيضاً، وهي لا تنطبق على فرنجيّة.
الثالثة، الجولة غير الإعلاميّة التي يقوم بها وفدٌ قطري التقى شخصيّات سياسيّة وأمنيّة، وتمحور الحديث معهم حول الملف الرئاسي حصراً. وتشير المعلومات الى أنّ الموفد القطري لم يطرح أسماء إلا في اجتماعاتٍ محدّدة طرح فيها اسم العماد جوزيف عون حصراً.
بالتوازي مع حركة السفراء، عُقدت لقاءات عدّة بعيداً عن الإعلام في الأيّام الأخيرة، من أبرزها الزيارة التي قام بها فرنجيّة، برفقة الوزير السابق يوسف فنيانوس، الى عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. تتحدّث المعلومات عن أنّ الفرنسيّين يطالبون بري بعقد جلسة لانتخاب رئيس، وقد طرح هذا الأمر مع فرنجيّة الذي يرفض حتى الآن الخضوع لامتحان الأصوات، ولذلك لن يدعو رئيس المجلس الى جلسة قريباً.
يدرك بري، وحزب الله أيضاً، أنّ تشبّث الغالبيّة المسيحيّة برأيها سيعطّل انتخاب فرنجيّة. ولكنّه لن يتخلّى بسهولة عن هذا الترشيح، وسيتشبّث بخيط الأمل الرفيع المتبقّي لتحقيق خرقٍ في هذا الإطار. يعني ذلك أنّ لا Game Over لفرنجيّة، كما كُتب الأسبوع الماضي، ولا، أيضاً، لقب فخامة ينتظر رئيس تيّار المردة.
فالمشوار الرئاسي طويل، وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، قبل انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان والدخول في شغورٍ جديد قد يحمل خطورةً كبيرة، بات صعباً. لا حلحلة إلا إذا حصل تغييرٌ في رفض الغالبيّة المسيحيّة لفرنجيّة، أو إذا تراجع الثنائي الشيعي عن تأييده. وهذان الأمران غير متاحَين حاليّاً…